أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة أن أوروبا في حاجة إلى تحيين رؤيتها لأفريقيا.
وأوضح الوزير في حديث نشرته اليوم الأربعاء 3 أكتوبر يومية “دي فيلت” الألمانية، أن الروح التي يجب أن تسود علاقات أوروبا مع إفريقيا هي الشراكة المربحة للطرفين، دون انقسام بين الشمال والجنوب، مؤكدا على ضرورة أن تقيم أوروبا “شراكات موثوقة مع جيرانها”.
وأضاف أن ” دولا مثل المغرب ، التي تعتبر مهمة للغاية بالنسبة لقضايا الهجرة والأمن ، عليها أن تضطلع بدور أكبر. لا يمكن أن تطلبوا من المغرب المساعدة في الهجرة ومكافحة الإرهاب وتعاملونه كشيء “، مشيرا إلى أن المملكة تريد شراكة منصفة وجديرة بالثقة مع أوروبا.
وشدد بوريطة على أنه في العلاقات مع أوروبا “نريد الوضوح” متسائلا “هل نحن شركاء حقيقيون أم مجرد جار نخاف منه”.
وحول مسألة الهجرة، أشار الوزير إلى أنه مع إغلاق طريق الشرق عبر تركيا واليونان وبعد قرار روما عدم استقبال المهاجرين فان “المغرب يدفع ثمن الأضرار الجانبية لوضع لم يختره “.
وأضاف بوريطة ان المغرب يعتبر أن الهجرة مسؤولية مشتركة ، مذكرا أنه في إطار السياسة الوطنية للهجرة ، قامت المملكة بتسوية وضعية 50 الف مهاجر ومنحهم الحق في العمل والولوج إلى المدارس و المستشفيات، في الوقت الذي تتاجر فيه بعض الدول الأوروبية باستقبال 100 أو 200 مهاجر.
وردا على سؤال حول قرار اتخذته السلطات المغربية مؤخرا بطرد مهاجرين من خارج حدودها ، أكد الوزير على أن المغرب لا يمكنه قبول انتشار شبكات الاتجار بالبشر فوق أراضيه.
وقال ” لن نسمح أبدا لبلدنا أن يكون أرضية للشبكات الإجرامية. لا يمكننا ولن نقبل تفشي بؤر الجريمة في الغابات ، على سبيل المثال”. وقال “المغرب متضامن مع من يريدون الاندماج وصارم مع من يريدون الاساءة اليه”.
ورداً على سؤال حول مراكز الاستقبال ، أكد الوزير أن موقف المغرب واضح بشأن هذه المسألة، مضيفا أن “المغرب ضد المراكز المغلقة. هذا جزء من سياستنا للهجرة وموقف سيادي وطني “.
وقال بوريطة إن أوروبا تضخم اشكالية الهجرة القادمة من أفريقيا، موضحا ان الجزء الأكبر منها، اي 84 في المائة، تحدث داخل القارة. وأنه من بين المهاجرين في أوروبا، يأتي 12 في المائة فقط من أفريقيا ، مشيرًا إلى أن هناك سياقًا سياسيًا يجعل المشكلة أسوأ مما هي عليه بالفعل.
وفي إشارة إلى الجانب الاقتصادي للسياسة الأفريقية للمملكة، ذكر بأن المقاربة المغربية تقوم على التعاون جنوب -جنوب وأن اقتصادها مرتبط بالقارة.