الرباط-عماد مجدوبي
خرجة ديفيد غوفرين، رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط، من خلال بلاغ التهديد والوعيد. على إثر العمليات التي شنتها كتائب القسام في العمق الإسرائيلي، تكشف محاولات للضغط على الدول من أجل اتخاذ مواقف مساندة الإسرائيلية.
هذا التوجه يمكن قراءته بشكل واضح من خلال تأكيده على أن دولة اسرائيل تتوقع من المجتمع الدولي إدانة صريحة. لهذا الهجوم الإرهابي المروع على المواطنين الاسرائيليين. والتعبير عن دعم واضح لحق اسرائيل الكامل في الدفاع عن نفسها، معتبرا أن إسرائيل ستقوم بالرد وبشكل حازم ضد المنظمات الإرهابية مع القيام بكل ما هو ضروري لحماية مواطنيها.
هذه الدعوة التي تأتي من مسؤول دبلوماسي يشتغل بالمغرب تعتبر، في واقع الأمر. محاولة للضغط على المملكة من أجل اتخاذ موقف إدانة. ذلك بلاغ غوفرين، من الناحية البروتوكولية والدبلوماسية، غير موجه للرأي العام الدولي بل أساسا إلى الدبلوماسية المغربية.
والحال أن الدبلوماسية المغربية، بقيادة الملك محمد السادس، كانت لها مواقف واضحة بناء على مختلف المواقف. التي عبرتها عنها خلال السنوات الأخيرة..وهي مواقف لا تخرج عن دائىة الحرص على إحلال السلام. وإقامة دولتين تتعايشان وفق قواعد حسن الجوار، وليس بمنطق الانتقام والاعتداء.
لذلك، فإن المملكة المغربية عبرت بشكل صريح منذ البداية عن “قلقها العميق”. جراء تدهور الأوضاع واندلاع الأعمال العسكرية، وأدانت “استهداف المدنيين من أي جهة كانت”.
وأكد بيان لوزارة الخارجية المغربية، أن نهج الحوار والمفاوضات يظل السبيل الوحيد للوصول إلى حل شامل ودائم للقضية الفلسطينية. وذكر البيان أن الرباط “طالما حذرت من تداعيات الانسداد السياسي على السلام في المنطقة ومن مخاطر تزايد الاحتقان والتوتر نتيجة لذلك”.
ودعا بالمناسبة، إلى “الوقف الفوري لجميع أعمال العنف والعودة إلى التهدئة وتفادي كل أشكال التصعيد التي من شأنها تقويض فرص السلام بالمنطقة”.
إن هذه المواقف تعبر بشكل، لا غبار عليه، عن الموقف المغربي الحكيم من هذه الأحداث. فما يهم المملكة في هذه اللحظة ليس هو الانتصار إلى هذا الطرف أو ذاك، لكن الأهم هو وقف هذه الأعمال العدائية التي يذهب ضحيتها مدنيون من الطرفين.
ثانيا، وجب التذكير على أن المغرب كان واضحا دائما في علاقته مع إسرائيل. فرغم أن المملكة استأنفت علاقتها مع تل أبيب، إلا أنها كانت واضحة بشأن مواقفها الثابتة حول القضية الفلسطينية. الأمر الذي يجعلها غير مستعدة اليوم لمنح مواقف قد تستعمل كغطاء لشرعنة أي تحركات تستهدف المساس بهذه القضية..وهو الأمر الذي على غوفرين ومن يدور في فلكه أن يستوعبه جيدا.
إن مواقف المملكة المغربية تجاه مختلف الأحداث التي تعيشها الأراضي الفلسطينية ينطلق من قناعة. مفادها أن تأخر الوصول إلى السلام الدائم وحل الدولتين المتجاورتين إنما يؤدي، في نهاية المطاف، إلى استمرار التوتر. وانفجار الأوضاع في كل مرة، بدل أن الجلوس إلى طاولة الحوار من أجل الوصول إلى حل نهائي يطوي صفحة هذه القضية.