العيون-عبد الرحيم زياد
حمّل القيادي السابق في جبهة البوليساريو “مصطفى سلمة ولد سيدي مولود” مسؤولية التفجيرات التي شهدتها مدينة السمارة المغربية. منتصف ليلة الأحد لجبهة البوليساريو الانفصالية.
وأكد ولد سيدي مولود في حوار خص به “24 ساعة” أن “التفجيرات التي شهدتها مدينة السمارة هي جريمة متكاملة الأركان، وذلك بتوصيف البوليساريو نفسها، في آخر رسالة بعث بها زعيمها ابراهيم غالي للأمين العام للأمم المتحدة. والتي وصف فيها الاعتداءات على المدنيين بأنها جريمة حرب. وهذا طبعا خارجا عن توصيف القانون الدولي الذي يؤكد بكل وضوح أن هذه حادثة السمارة هي بمثابة جريمة حرب”.
و أضاف القيادي المعارض للبوليساريو أن “جريمة الحرب هذه، تأتي في ظرفية ينشغل فيها العالم، بجرائم الحرب الواقعة في الأراضي الفلسطينية، والمرتكبة من طرف اسرائيل وهذه الأخيرة تواجه ضغوطا كبيرة، بالرغم من كونها مدعومة من أعتى و أعظم الدول في العالم، ومع ذلك لم تستطع أن تخفيها أو تنفيها، فبالأحرى جبهة البوليساريو التي لا يعرف لها سند أو داعم سوى الجزائر المغلوبة على أمرها”.
و استطرد المتحدث ” أن ما قامت به البوليساريو مجرد عمل عشوائي، ليس وليد تفكير استراتيجي أو رؤية سياسية. ونلك هي صورة البوليساريو الحقيقية، خاصة في عهد ابراهيم غالي، بحيث باتت البوليساريو حركة ارتجالية، مزاجية ومفككة الأوصال، بدون قيادة حقيقية. وزادها تفكيكا سيطرة المغرب التامة على كل المنطقة، وهو ما جعلها مشتتة،متوزعة على شكل مجموعات صغيرة في هذا المجال الجغرافي العريض الممتد من تندوف شمال الى ضواحي نواذيبو بموريتانيا جنوبا “.
ومن حيث تبني الحادث، فالبوليساريو، يسترسل القيادي المبعد والذي يعيش لاجئا بموريتانيا، أن الجبهة أقرت في بيانين منفصلين بارتكابها لهذه الحماقة الشبيهة بحماقة الكركرات. في مقابل ذلك، أظهر المغرب نيته في امتصاص حادثة السمارة بإحالتها الى الجهات القضائية للتحقيق في ملابساتها، و لم يسارع إلى إتهام البوليساريو و الجزائر، كما يفعلان هما في العديد من الحوادث التي تقع شرق الحزام، والأكيد أن المغرب لم يمتص الحادث، لكنه يستدرجهم رويدا رويدا بذكاء وفطنة، كما فعل في الكركرات من قبل، ليكسب المزيد المزيد من النقاط في المعركة السياسية التي ستحسم ما تبقى من النزاع”.
وكان الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالعيون، قد أعلن في بلاغ يوم الأحد، أنه تم تكليف الشرطة القضائية المختصة. بإجراء بحث قضائي، إثر تسجيل وفاة شخص و إصابة ثلاثة آخرين نتيجة إطلاق مقذوفات متفجرة استهدفت أحياء سكنية بمدينة السمارة.
وأضاف البلاغ أن الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بالعيون قد عهد لفريق البحث القيام بالخبرات التقنية والباليستية الضرورية، للكشف عن مصدر وطبيعة المقذوفات المتفجرة التي تسببت في وفاة أحد الضحايا وإصابة ثلاتة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة. من بينها حالتان حرجتان تم نقلهما للمستشفى بالعيون لتلقي العلاجات الضرورية.