الرباط-أسامة بلفقير
تعكس الزيارة التي قامت بها وزيرة الداخلية والإدارة الترابية في جمهورية ألمانيا الاتحادية، نانسي فيزر، إلى المغرب عمق التعاون الأمني بين الرباط وبرلين في مختلف مستوياته، والذي يشهد سنة بعد أخرى تطورا ملحوظا على كافة المستويات، ومنها تبادل المعلومات الاستخباراتية.
في هذا السياق أكدت فيزر أن المغرب وألمانيا يتقاسمان العديد من المصالح والتحديات المشتركة التي تستلزم تعاونا أكثر متانة وعمقا.
وشددت فيزر، في لقاء صحفي عقب مباحثات أجرتها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، على أهمية تضافر الجهود والعمل معا من أجل تعزيز أكبر للتعاون الثنائي في مختلف المجالات.
وأوضحت أن البلدين يتقاسمان عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك، لا سيما ذات الصلة بالأمن ومكافحة الجريمة المنظمة والاتجار بالبشر والإرهاب، بالإضافة إلى تحديات مماثلة.
وفي هذا الصدد، تطرقت الوزيرة إلى قضية الهجرة، بالنظر إلى أن ألمانيا والمغرب يعتبران ليس فقط بلدي استقبال، وإنما أيضا بلدي عبور، مسجلة أن التعاون في هذا المجال سيسفر، بلا أدنى شك، عن “نتائج إيجابية للغاية ومثمرة” لفائدة البلدين.
وأبرزت، في هذا الإطار، أن ألمانيا تتطلع إلى بلورة اتفاق ثنائي مع المملكة يهم مسألة الهجرة، لتعميق التعاون بشكل أكبر بين البلدين في هذا المجال.
كما عبرت فيزر عن ارتياحها للتوقيع على إعلان النوايا المشتركة بين وزارتي الداخلية في البلدين، بهدف تعزيز التعاون في عدد من المجالات، منها الأمن والهجرة، والذي توج أشغال الاجتماع بين الوزيرة الألمانية ووزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت.
ويهدف هذا الإعلان إلى تعزيز وتطوير التعاون في مجالات الأمن والهجرة والوقاية المدنية ومكافحة الجريمة العابرة للحدود بجميع أشكالها، على أساس المساواة والمعاملة بالمثل والمنفعة المشتركة والاحترام المتبادل.
واعتبر البيان الذي صدر بعد اللقاء بين وزيري داخلية البلدين أن الاجتماع شكل فرصة للوزيرين لتبادل وجهات النظر، حول المواضيع ذات الصلة بمكافحة الإرهاب والتطرف والهجرة غير النظامية، في ظل المشهد المتغير لأشكال التهديدات المتعددة،
وذلك انطلاقا من قناعة البلدين بضرورة العمل على الوقاية الاستباقية للحد من هذه الجرائم.
وأكد الجانبان، وفق البيان، على “ضرورة تعزيز دينامية تبادل المعلومات والخبرات، على النحو الذي يحقق نجاعة أكثر، في عمليات التعاون الأمني بين البلدين”.
وأشار الجانبان إلى أهمية العمل على تكثيف التعاون العملياتي، لمكافحة مختلف مظاهر الجريمة العابرة للحدود، من أجل درء كل المخاطر والتهديدات.
وسبق لعبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، أن أجرى مباحثات مع ديتير رومان، المدير العام للشرطة الاتحادية بألمانيا، أواسط العام الماضي، حيث أشاد المسؤول الأمني الألماني بدور الرباط في مجال محاربة الإرهاب.
كما تباحث المسؤولان الأمنيان حول سبل تطوير التعاون الثنائي بين البلدين في الجانب الأمني ليشمل مكافحة الإرهاب والهجرة السرية وأمن الحدود، فضلا عن تطوير آليات أكثر مرونة لتبادل المعلومات والخبرات على النحو الذي يحقق نجاعة وفعالية أكثر في عمليات التعاون الثنائي الأمني بين البلدين.
وقد اتفق البلدان على هامش انعقاد لجنة أمنية مشتركة بينهما، في أكتوبر الماضي، على تعزيز التعاون العملياتي في ميادين الإرهاب والتطرف ومختلف صور الجريمة العابرة للحدود، بما في ذلك الاتجار غير المشروع بالمخدرات والبشر، إضافة إلى تعزيز التعاون من أجل رد كل المخاطر والتهديدات التي تمس أمن وسلامة مواطني البلدين.
ومن شأن كل هذه اللقاءات والزيارات وما ينبثق عنها من بيانات واتفاقات ثنائية ان تنعكس على التعاون الأمني والتدبير المشترك لعدد من الملفات، بشكل يعكس دينامية الدبلوماسية المغربية في مختلف المستويات، في تعزيز العلاقات مع الدول المؤثرة عبر العالم.