الرباط-أسامة بلفقير
إذا كان من خلاصات يمكن الوقوف عندها في الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى 48 للمسيرة الخضراء، فله أجد أكثر من أن المغرب بات قوة إقليمية ودولية فاعلة بشكل استراتيجية في المنطقة الإفريقية، عبر مختلف الواجهات، وعلى رأسها الواجهة الأطلسية البحرية.
فالمبادرة التي أعلن عنها اليوم الملك محمد السادس من أجل ولوج دول منطقة الساحل إلى الفضاء الأطلسي لم تأت من فراغ. ذلك أن المملكة اشتغلت بقوة، خلال السنوات الأخيرة، من أجل تعزيز بنيتها اللوجيستية والطرقية بما يمكن ربط صلة الوصل ليس فقط بين المغرب وإفريقيا، بل بين الأخيرة والاتحاد الأوروبي، وأيضا مع القارة الأمريكية.
في الواقع، لقد جاء مشروع ميناء الداخلية كمبادرة استراتيجية من شأنها أن تضع المغرب كفاعل استراتيجي أول في المنطقة الأطلسية. لكن تبوأ هذه الصدارة بالنسبة للمملكة لن يكون آلية لتهميش دور باقي الدول، بل على العكس من ذلك فهذه البنيات التحتية ستكون في خدمة هذه الدول، وهو توجه ينسجم بقوة معورؤية المغرب للتعاون جنوب جنوب.
عندما يقول الملك محمد السادس إن المملكة مستعدة لوضع بنياتها الطرقية والبحرية والسكك الحديدية رهن إشارة دول المنطقة، فهذا يعكس رؤية متفردة لآليات التعاون التي تعتبر قوة اقتصادات باقي الدولة من قوة المملكة في قارة اشتغل المغرب فيها على مدار عقود طويلة لمواجهة عدد من التحديات.
وليس المجال يسمح هنا لنعدد أدوار المغرب. فالمملكة شريك أساسي ولا غنى عنه بالنسبة للأمم المتحدة والدول الإفريقية في تحقيق الأمن والسلم الإفريقية، وقد قدمت من أجل ذلك أعدادا من شهداء الواجب الوطني الذي وهبوا حياتهم من أجل ضمان أمن دول إفريقية.
ولأن رؤية المغرب متعددة، فإن مبادرة جلالته اليوم ستكون بكل تأكيد دفعة كبيرة من أجل اقتصاد إفريقي متكامل..فالمغرب بتجربته الرائدة على مستوى المنطقة الأطلسية قادر على جعل هذه المنطقة رائدة من حيث اقتصادها وقوتها التجارية والسياحية أيضا.