الرباط-أسامة بلفقير
تسعى فروع سلسلة مطاعم ”ماكدونالدز” بالمغرب، إلى محاولة احتواء انتشار حملة لمقاطعتها على نطاق واسع. في الشبكات الإجتماعية، وذلك بسبب اتهامها بدعم إسرائيل في الحرب التي تشنها على الفلسطينيين.
واضطرت ”ماكدونالدز” إلى الدفاع عن سمعتها في وجه المغاربة المطالبين بإلحاح على مقاطعتها. وذلك عبر وصلة مصورة، لكن بطريقة إشهارية ”دنيئة”، حاولت عبرها الإستخفاف من ذكاء المغربيات والمغاربة.
الحملة الإعلانية الممولة ”سبونسوريزي”، من أجل أن تصل إلى قاعدة واسعة من رواد مواقع التواصل الاجتماعية. بدأت بعبارة ”ماكرة”، وهي ”حنا المغاربة”، رغم أن المطاعم الشهيرة بالأكلات الخفيفة عبر العالم، كما يعلم الجميع، أمريكية الأصل والمنشأ ولا يربطها بالمغرب والمغاربة سوى ”إدفع كي تأكل”.
الأكثر من ذلك، حاول الإعلان إظهار ”ماكدونالدز” وكأنه وقف إلى جانب المغاربة زمن المصائب والمآسي، خاصة خلال جائحة ”كورونا”، حين زعم أنه فرق 400.000 وجبة مجانية على المغاربة، والحال أن مطاعمها لا تعرف شيئا آخر سوى منطق الربح. كما ذكرت ”ماكدونالدز” أنها ساهمت بـ ”22 مليون درهما كمساهمة تضامنية مع ضحايا زلزال الحوز”.
https://twitter.com/les_spectateurs/status/1722165015308820943?t=e8_Yhyrz0XPZw0LDQDGt9g&s=08
واستغلت شركة تصنيع الوجبات السريعة بالمغرب، بعض المغاربة المستخدمين لديها، وفق ما جاء في المقطع، للرد على حملة المقاطعة التي تستهدفها منذ أسابيع، حيث ظهر هشام ( 30 سنة مع ماكدونالدز)، ليقول هو الآخر:” حنا المغاربة بحالكم وقلبنا مقسح على ضحايا المدنيين ف غزة وكندعيو معهم ليل ونهار ديما معكم في القاحة قبر الفرحة”.
خطاب عاطفي إذن تلجأ إليه الشركة الأمريكية التي يبدو أنها تخشى مقاطعة كبيرة داخل المغرب. قد تؤثر على الأرباح الكبيرة التي تجنيها من الأكلات السريعة، خاصة وأن فروعها بالمغرب من بين أنشط الفروع في المنطقة.
التنصل من هويتها الحقيقية
وحاولت ”ماكدونالدز” التنصل من هويتها الحقيقية، حين ظهرت شابة مغربية في الوصلة الإعلانية لتقول ”بالصح علامتنا التجارية عالمية ولكن حنا شركة مغربية مية ف المية.. كاريين غير السمية”. مشددة على أن أموال الشركة ” لا تذهب إلى أي جهة سياسية أو حكومية”، على حد تعبيرها.
كما دعت الوصلة إلى عدم تصديق ما يتم الترويج له حول ”ماكدونالدز”، وذلك في إشارة إلى أنها تدعم إسرائيل وهو السبب الرئيسي الذي كان وراء دعوات المقاطعة بالمغرب وخارجه.
يذكر أن ”ماكدونالدز” كانت من ضمن الشركات التي تمت الدعوة على وسائل التواصل الاجتماعي لمقاطعتها. بعد انتشار فيديوهات ومشاركات حول قيام وكيل ماكدونالدز في إسرائيل بالتبرع بـ 4 آلاف وجبة للمستشفيات والوحدات العسكرية والجنود الإسرائيليين.
ولقي هذا الإعلان انتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث دعا روادها إلى مقاطعة سلسلة الوجبات السريعة.
ولم تكتفِ ”ماكدونالدز” في إسرائيل بالدعم سرًا أو عبر إعلان على استحياء. وإنما نشرت صورًا لوجباتها التي تم التبرع بها لجنود الاحتلال.
وبعد هذه الصور التي نشرتها متاجر ماكدونالدز في تل أبيب، ركز صناع محتوى، في دول عربية، على دعوات مقاطعة هذه الشركة.
ولم يكتف الداعون إلى المقاطعة بالدعوات الإلكترونية، بل ذهب بعضهم إلى فروع المطعم للتعبير عن رفضهم لدعم الاحتلال الإسرائيلي.
وأجبرت هذه الدعوات فروع ماكدونالدز في دول عربية مختلفة، من بينها المغرب، على إصدار بيانات تتبرأ فيها مما قام به فرع إسرائيل، محاولين إخلاء مسؤوليتهم من ذلك.
لكن قوبل ذلك برفض جديد من المتابعين، وقالت إحدى الناشطات على مواقع التواصل: “هناك أرباح تذهب للولايات المتحدة،. وطالما مالك العلامة موافق على إطعام جنود الاحتلال، فلماذا ندفع أموال ستذهب للمالك الذي يطعم الاحتلال؟”.
واضطر فروع العلامة الأمريكية إلى الإعلان عن التبرع بمبالغ مالية لصالح ضحايا القصف الإسرائيلي في غزة.