الرباط-سناء الجدني
ربما كان على أحمد رضا بنشمسي أن يراجع أوراقه الحقوقية، ويتخلى عن القبعات التي يتخفى من ورائها لتمرير خطابته المتواطئة مع منظمات الدولار، قبل أن يخرج علينا عبر قناة “فرانس 24” التابعة للخارجية الباريسية ليقول لنا بأن حركة حماس ارتكبت جرائم حرب عندما نفذت هجومها على إسرائيل..هكذا وبكل برودة.
باسم مؤسسة تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان، خرج علينا بنشمسي ليدافع عن طرف له من المحامين المدججين بالعتاد والسلاح ما يكفي لارتكاب المحرقة والمجازر والمذابح على مرمى ومسمع من العالم كله..بينما يحاول بنشمسي، ومن يتحدث باسمهم، أن يوهموننا بأن ما يجري اليوم هي حرب متكافئة..وبأن حماس ارتكتب جرائم حرب والآن إسرائيل تحاول أن تتصدى لهذه المنظمة.
ويا للعجب أن نرى صمت أولائك الذين يحتمون من وراء تقارير بنشمسي ووشاياته الكاذبة حول الأوضاع الحقوقية بالمملكة..وهنا الحديث عن تلك الجماعة التائهة بين السياسي والدعوي، وبعض قيادييها من أمثال حسن بناجح الذي ربما سيضطر ليدفن رأسه في الرمل كالنعامة، في انتظار أن تمر العاصفة..فما يخدم أجندة الجماعة..لا يخدم بالضرورة أجندة الجماعة الأخرى في غزة..ولا حقوق الملايين من ساكنة غزة الأبرياء..
مشكلة بنشمسي وبناجح وغيرهما من الوجوه التي تدعي الدفاع عن الحقوق والمظلومين أن مواقف هؤلاء تتلون بتلون مصالح الفرد والجماعة..ولذلك لن يفتح بناجح فمه ليندد بتصريحات أحد محامي جماعته حول الحرب في غزة..لأن المصالح التي تجمع بين الطرفين أكبر بكثير من التضحية بها من أجل قضية يتم استعمالها لتصفية الحسابات..وليس للدفاع عن الأبرياء كما يفعل عموم المغاربة بكل عفوية..وشتان بين العفوية والمواقف المدعومة بالدولار.