24 ساعة-متابعة
يشكل انهيار اتفاق السلام بين السلطة في مالي وحركات تمرد بينها تنسيقية الأزواد (الطوارق). إخفاقا مدويا للدبلوماسية الجزائرية التي تحاول استعادة حضورها في الساحة الافريقية. في منافسة نفوذ وحضور مغربي وازن ومؤثر.
وتعد السيطرة على بلدة “كيدال” ،شمال مالي، من قبل قوات ” فاغنر” الروسية والقوات شبه العسكرية. بمثابة الضربة الأخيرة لاتفاقيات الجزائر لعام 2015. التي خدمت لفترة طويلة استراتيجية النفوذ الجزائرية في المنطقة.
في ذات السياق، كشفت صحيفة “لوموند” الفرنسية، إن الأخبار السيئة تتدفق مثل الشلال بالنسبة للجزائر في منطقة الساحل، فبعد وساطة فاشلة في النيجر في الأسابيع التي تلت انقلاب 26 يوليوزالماضي. شاهدت الجزائر “بلا حول ولا قوة” تصفية خطة المصالحة في مالي التي رعتها قبل ثماني سنوات.
ومن خلال الاستيلاء على مدينة كيدال في 14 نوفمبر، وهي مدينة في شمال مالي كانت تحت سيطرة جماعات الطوارق المتمردة لمدة أحد عشر عامًا، وجهت القوات المسلحة في باماكو، بمساعدة القوات شبه العسكرية الروسية التابعة لفاغنر، ضربة قاتلة لاتفاقات الجزائر لعام 2015.
وبحسب الصحيفة، فإن كان من المفترض أن تضع الجزائر حدًا من خلال الحوار لزعزعة استقرار البلاد بعد الطفرة الانفصالية في عام 2012 بالإضافة إلى العمليات العسكرية، “برخان”، ومجموعة الساحل الخمس، وما إلى ذلك – التي تستهدف الجماعات الجهادية على وجه التحديد، خطط لامركزية جريئة وتدابير دمج المتمردين في الجيش.
واردف المصدر، أنه وعلى الرغم من عدم تنفيذها فعليًا، إلا أنها كانت تتمتع بميزة وجودها على الورق بالنسبة للجزائر. التي سعت إلى جعلها أداة نفوذ في منطقة الساحل والصحراء.
ويؤكد صمت الجزائر الرسمي منذ الاستيلاء على كيدال على الإحراج الذي يشعر به النظام العسكري. بحيث يشير المؤرخ بيير بويلي، مدير معهد العوالم الأفريقية، إلى أن “الجزائر صامتة لأنها لا تملك الكثير من أدوات الضغط”.
وأشارت الصحيفة الفرنسية، إلى أن ووراء صمت الجزائر العاصمة يكمن سخط صريح على موقف باماكو. الذي “لا يزال الاتفاق فيه يتلقى الضربات من السلطات المالية التي بذلت كل ما في وسعها لتأخير تنفيذه”. وهذا ما يزعج مصدر جزائري يعترف بـ”الفشل الذريع”.