24 ساعة ـ متابعة
سلط الأمين العام السابق لحزب حركة مجتمع السلم الإسلامي في الجزائر عبد الرزاق مقري. في مقال مطول تحدث فيه عن علاقات بلاده مع الولايات المتحدة الأمريكية. خصص حيزا هاما منه للحديث عن التحركات الأخيرة لواشنطن التي قامت بها بشأن الدفع باتجاه إيجاد حل سياسي لنزاع الصحراء.
وأكد السياسي الجزائري المعروف بقربه من دوائر السلطة في البلاد. في مقال له تحت عنوان “ماذا يحدث بين الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية”. في فقرة خصصها للحديث عن ملف الصحراء. إلى أن الاهتمام المتصاعد للولايات المتحدة بحل هذا النزاع. يدل أن هذا البلد قد قرر الحسم في الموضوع.
واشنطن تعتبر أن مقترح الحكم الذاتي المغربي مقترح جاد وواقعي وذو مصداقية
ونبه السياسي الجزائري إلى أن الذي يجب الانتباه إليه، هو أن المقاربة الأمريكية بقيت ذاتها بخصوص حل نزاع الصحراء. وهي دعم مبادرة الحكم الذاتي المغربية، مشيرا إلى أن نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون شمال إفريقيا جوشوا هاريس. قد أكد على ذلك بدون أي لبس في المقابلة الصحفية التي أجراها مع وسائل إعلام جزائرية خلال زيارته الأخيرة للجزائر. حيث أشار إلى “أن الولايات الأمريكية المتحدة تعتبر أن مقترح الحكم الذاتي المغربي مقترح جاد وواقعي وذو مصداقية. ويمثل مقاربة محتملة يمكنها أن تستجيب لتطلعات ساكنة الصحراء”.
ولفت مقري إلى محاولات وسائل الإعلام الجزائرية طمس هذا التصريح، ومحاولة إيهام القرّاء الجزائريين بأن المسؤول الأمريكي دعم المقاربة الجزائرية الداعمة للبوليساريو. متسائلا عن الجدوى من لجوء الإعلام الجزائري لهذا الأسلوب. الذي أكد بأنه “مربوط بحبل قصير سرعان ما يفتضح أمره وتظهر حقيقته”.
الولايات المتحدة الأمريكية هي صاحبة اليد الطولى في القضية
وأكد مقري بأن ما يجب الانتباه إليه مما يُفهم من الدمج بين المحافظة على مبدأ إجراء الاستفتاء الذي تدافع عنه الجزائر، والدفاع عن المقاربة المغربية للحكم الذاتي من قبل الأمريكيين. وكتابة هذه المقاربة في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة الصادر في أكتوبر الماضي كخيار من الخيارات. وتداول الموضوع مع البوليساريو من قبل دي ميستورا، يدل على أن المقصود من المحافظة على مبدأ إجراء الاستفتاء في ما يقوله الدبلوماسيون الأمريكانيون والأمميون، إنما هو الدفع ليتجه الاستفتاء هذا نحو مقاربة الحكم الذاتي،وأن على البوليساريو أن يقبل ذلك.وأن على الجزائر وموريتانيا المساعدة على ذلك، ولا تدل الصرامة التي يتحدث بها الأمريكان بأن ثمة خيار آخر جوهري يمكن التفكير فيه غير هذا، يضيف مقري.
ودعا الأمين العام السابق لحزب حركة مجتمع السلم، إلى الأخذ بعين الاعتبار بأن الولايات المتحدة الأمريكية هي صاحبة اليد الطولى في أروقة الأمم المتحدة في هذا الموضوع. وأن الدول العظمى الأخرى لا تهتم كثيرا بهذا الشأن، وأنه لا يُتوقع وقوع تحول كبير في الملف يعاكس إرادة الأمريكيين، مشيرا إلى تذكير جوشوا هاريس في مقابلته الصحفية المذكورة. بأن بلاده “هي حامل القلم لملف الصحراء لدى مجلس الأمن”، وأنه في هذا يضغط لعدم بقاء الفرقاء في المقاربات السابقة التي يقول عنها بأنها لم تحل المشكل. ويوصي بالتحلي ب”الإبداع والبراغماتية والواقعية”، ويهدد تهديدا مبطنا بأن “بلده سيستعمل نفوذه للوصول إلى حل دائم للنزاع”.
هل ستتغير المقاربة الجزائرية في ملف الصحراء؟
وأضاف مقري بأن السؤال المطروح الآن هو هل استجدّ شيء ما في المقاربة الجزائرية في ملف الصحراء؟ وهل ستخضع السلطات الجزائرية للضغوطات أو الإغراءات الأمريكية؟ وهل ثمة حل مطروح على الجزائر يضمن مضي المقاربة المغربية مع امتيازات ما للجزائر؟.
مشيرا إلى أنه إن تجاوبت الجزائر مع التوجهات الأمريكية كيف ستبرر الأمرَ للجزائريين الذين طُلب منهم أن يتبنوا الخطاب الرسمي في هذا الشأن لعقود من الزمن. دون أي فرصة لرأي آخر ولو في الهوامش الثانوية؟ متسائلا إن كان للسلطات خطة أخرى. تتحدى بها المسلمات الأمريكية التي عبر عنها “جوشوا هاريس”؟ وعن علاقة هذا أو ذاك بالانتخابات الرئاسية المرتقبة؟.
مؤكدا بأنه لا بد في يوم من الأيام أن يُفتح ملف الصحراء للنقاش المجتمعي لتكون الحلول جزائرية مغاربية بلا خضوع للضغوطات أو الإغراءات الأجنبية. وبلا حسابات سلطوية أو مصالح شخصية أو فئوية. وبما يحقق مصالح الشعوب. وما يجسد تحقيق حلم المغرب العربي لصالح المواطنين بكل سيادة.