الرباط-عماد مجدوبي
يعيش حزب الإستقلال على وقع مشاكل بالجملة، لم يعرف لها مثيلا من ذي قبل، حتى في عهد الأمين العام السابق المثير للجدل حميد شباط.
وباتت مصائب الإستقلاليين لا تأتي فرادى، حيث كلما اقترب موعد المؤتمر إلا وزادت الويلات التي يتخبط فيها هذا الحزب العتيد، أكثر حدة، وبلغ بعضها حتى ردهات المحاكم.
ويعيش الحزب غليانا غير مسبوقا شمالا وجنوبا، أججه واقعة ”التصرفيقة”، خلال أشغال الإستعداد للمؤتمر بمدينة بوزنيقة، التي قدمت صورة سلبية لا تليق بحزب تاريخي عريق مثل الاستقلال.
وما إن خفت ما وقع في بوزنيقة، حتى برزت فضيحة أخرى، أشد خطورة، تتمثل في إقدام رفيعة المنصوري، البرلمانية السابقة عن الحزب ونائبة رئيس مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، على وضع شكاية ضد زميلها ورئيس الفريق الاستقلالي بمجلس النواب، نور الدين مضيان، تتهمه بـ ”التشهير والإبتزاز”، مع ما رافق ذلك من تداول تسجيلات صوتية منسوبة لمضيان تتضمن معطيات في غاية الخطورة.
وإذا كان حزب الإستقلال، قد عاش في أوقات سابقة تطاحنات وخلافات، بلغت إلى حد التراشق بـ ”الطباسل” والكراسي، خلال افتتاح المؤتمر السابع عشر، سنة 2017، بين مؤيدين لشباط وآخرين محسوبين على الأمين الحالي نزار بركة، إلا أن الأمور لم تصل إلى ”القذارة” التي يشهدها الحزب في الوقت الراهن.
ويشهد الحزب خلافات حادة أيضا بين تيار الأمين العام نزار بركة وتيار حمدي ولد الرشيد، بعد توافق هش، لم يصمد كثيرا أمام ما يجري.
في ظل هذا الوضع، لم يظهر أي دور يذكر لنزار بركة، الذي يبدو أن ما يقع بات أكبر منه، وبدى وكأنه فقد السيطرة على زمام الأمور داخل الحزب الذي دخل في متاهات حقيقية. ضعف الرجل تواصليا وحضوره السياسي، لا يقتصر فقط فيما هو حزبي، بل إن الأمر تجلى أيضا في منصبه الحكومي كوزير للتجهيز والماء، فرغم أن المغرب يمر بأزمة جفاف حادة وما يشكله ذلك من تهديد حقيقي للمغاربة، فقلما تجد الوزير بركة يتحدث أو يبدي عن تصورا معينا في الموضوع.
ورغم كل الفشل الذي رافق نزار بركة سواء كوزير أو أمين للحزب، فإن الأخير بات الأقرب لخلافة نفسه، إن لم تقع مفاجآت في اللحظات الأخيرة، لقيادة سفينة الإستقلال، على اعتبار أنه المرشح الوحيد حتى الآن.