24 ساعة ـ متابعة
كشف التقرير الأخير لمعهد الدراسات الأمنية بإفريقيا. عن تحليل متعمق لمؤشرات التنمية التي تدفع المملكة المغربية إلى الساحة الاقتصادية الإفريقية. وتسلط هذه الوثيقة الضوء على قدرة المغرب على أن يصبح زعيما قاريا. وهو منظور يمكن تعزيزه إلى حد كبير من خلال حل فعال للنزاع المحيط بالصحراء المغربية.
إن السياق الإقليمي، الذي يتسم بالأحداث المناخية مثل الفيضانات في ليبيا والزلازل في المغرب عام 2023. وكذلك عدم الاستقرار الأمني في منطقة الساحل، لم يعيق الطموحات المغربية. بل على العكس من ذلك، تمت معالجة هذه التحديات بمرونة، مما سمح للمغرب برسم مسارات تنموية واعدة. وتلفت محطة الفضاء الدولية اهتماما خاصا إلى الموقع الجغرافي الاستراتيجي للمغرب. والواقع أنها الدولة الوحيدة في أفريقيا التي تستفيد من السواحل على البحرين، الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط.، في حين تتقاسم الحدود البرية مع عضو رئيسي في الاتحاد الأوروبي، أسبانيا، عبر جيبي سبتة ومليلية.
المغرب يعتبر البلد الأكثر تقدما في مجال الحكم الديمقراطي في القارة الإفريقية
كما سلط التقرير الضوء على قوة المغرب الديمقراطية. مما جعله البلد الأكثر تقدما في مجال الحكم الديمقراطي في القارة الإفريقية. ويُعزى هذا التقدم نحو ديمقراطية راسخة إلى حد كبير إلى إصلاحات ومبادرات الملك محمد السادس. وكان إصدار الدستور في عام 2011 بمثابة نقطة تحول رئيسية، إذ عزز الأسس الديمقراطية. وحظر الأحزاب السياسية على أساس معايير طائفية، وضمن حماية الحقوق الأساسية، بما في ذلك المساواة بين الجنسين.
علاوة على ذلك، يشير المصدر نفسه إلى أن “البلاد تناضل، رغم تباطؤ النمو الاقتصادي. من أجل إقامة اقتصاد تنافسي، ومحاربة كل الأشكال التي تعيق تحقيق هذا الهدف. ولعل أهمها تداعيات القطاع غير الرسمي، والتي تشكل جزءا هاما من العلاقات الاقتصادية الداخلية للمغرب.
في مواجهة الاضطرابات الاقتصادية لعام 2022، الناجمة عن المخاطر الوطنية والدولية، يتحرك المغرب بحزم نحو مسار التنمية المستدامة. وينعكس هذا الطموح في المبادرات الرامية إلى تعزيز القطاع الخاص والاستثمارات الاستراتيجية في مجالات رئيسية مثل التعليم والصحة وتكنولوجيا المعلومات. وتتصور التوقعات المتفائلة أن يبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي 10.718 دولار أمريكي في عام 2043. وهو ما يعكس هذا التصميم ويسلط الضوء على إمكانات النمو في البلاد.
وبحسب المعهد، فإن التفاؤل المحيط بآفاق المغرب يعتمد جزئيا على تركيبته الديمغرافية الأكثر توازنا مقارنة بالعديد من البلدان الإفريقية. حيث أن نسبة ملحوظة من سكانه يعملون بالفعل مقارنة بالذين يعتمدون عليهم.
المغرب يوجه استراتيجيته بحزم نحو أفريقيا
في هذه الصورة البانورامية، تظهر منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية (ZLECAF) والتركيز على التصنيع كأدوات أساسية لتحفيز الرخاء المغربي. وعلى الرغم من التحديات الكامنة في العلاقات التجارية مع أفريقيا والتوترات الإقليمية، ولا سيما نزاع الصحراء. فإن المغرب يظهر رغبة قوية في تعزيز علاقاته مع القارة. إذا كان التقدم في الاتفاقيات التجارية مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. لا يزال بحاجة إلى تعميقه، فإن المغرب يوجه استراتيجيته بحزم نحو أفريقيا، وهي منطقة غنية بالفرص.
وفي نهاية المطاف، يصر معهد الدراسات الأمنية في أفريقيا على أهمية قيام المغرب بتكثيف تجارته داخل القارة. ولعب دور استباقي في التكامل الإقليمي. ويعتبر حل نزاع الصحراء، الذي يعتبر العقبة الرئيسية أمام النمو الاقتصادي الإقليمي. بمثابة خطوة حاسمة لمستقبل مزدهر للمغرب وشمال إفريقيا.