الرباط-أسامة بلفقير
أثارت المبالغ المقدرة بملايين الدراهم، والتي وزعها المركز السينمائي الذي يقع تحت وصاية وزارة الثقافة والتواصل، غضبا عارما وسط مهنيي قطاع السينما.
ووفق المعطيات التي حصلت عليها ”24 ساعة”، بلغ عدد الأفلام التي سيتم دعمها برسم سنة 2024، 103 مشروعا سينمائيا، ما بين أفلام روائية طويلة، وأخرى وثائقية ومشاريع كتابة وإعادة سيناريو، فيما كان لافتا غياب الأفلام القصيرة عن الدعم لهذه السنة، لأسباب غير معروفة.
وخصصت لهذه المشاريع على الورق، وفق معطيات الجريدة، مبالغ ضخمة، حيث بلغ التسبيق المقدم قبل الإنتاج، للأفلام الروائية لوحدها ما مجموعه 25.700.000 درهما، توزع على تسعة مشاريع أعمال سينمائية.
كما خصص ”سي سي إم”، ميزانية قدرها 100.000 درهم لدعم كتابة سيناريو فيلم روائي واحد طويل، لشركة إنتاج إسمها ” HANANE FILMS AGENCY”. فيما خصص المركز ما مجموعه 300.000 درهما لدعم كتابة سيناريو ثلاثة أفلام روائية طويلة.
ومنح 1.800.000 تسبيقا على المداخيل بعد الإنتاج، لشركتي، من المفروض أن تنتج فيلمين وثائقيين حول التاريخ والثقافة والمجال الصحراوي الحساني.
أما التسبيق الممنوح من قبل المركز السينمائي قبل الإنتاج، فقد وصلت ما مجموعه 5 ملايين درهما، توزع بالتساوي على مشاريع أفلام وثائقية. كما تم منح 200.000 درهما لدعم إعادة كتابة سيناريو لفيلمين وثائقيين.
وخلقت طريقة توزيع ملايين الدراهم هاته من المال العام، غضب شريحة واسعة من مهنيي السينما، بلغ الأمر حد بروز أصوات تتهم الجهات الوصية بالتدخل في أشغال لجنة إنتاج دعم الأعمال السينمائية برئاسة بهاء الطرابلسي.
وسبق ذلك، أن تسبب التأخر في الإعلان عن قائمة المستفيدين، في حالة من الريبة والكثير من القيل والقال، خصوصا وأنه جرت العادة أن يتم الإعلان عن المستفيدين من الدعم بعد يومين أو ثلاث على ابعد تقدير عكس هذه الدورة التي تأخر فيها كشف المستفيدين قرابة أسبوع.
وكشفت مصادر مطلعة أن لجنة دعم إنتاج الأعمال السينمائية وقعت محضر النتائج عقب انتهاءها من مقابلات المتقدمين بطلبات الدعم، غير أن مدير المركز السينمائي المغربي بالنيابة رفضه، لتجتمع اللجنة مرة أخرى وتوقع محضرا ثانيا قوبل هو الآخر بالرفض، قبل ان يخرج بلاغ النتائج منشورا على موقع المركز السينمائي ليلة السبت في الواحدة بعد منتصف الليل.
وفيما أقصت اللجنة الأفلام القصيرة من لائحة المستفيدين، حصل ستة مشاريع أفلام على دعم الكتابة واعادة الكتابة، وهي سابقة، يقول الناقد محمد تيسوكمين، لا من حيث العدد ولا من حيث مبالغ الدعم ( عشرة ملايين سنتيم لكل واحد منها).
وتساءل تيسوكمين على صفحته الفايسبوكية “هل يتعلق الأمر بمسطرة واضحة يتم بموجبها تقديم طلب الدعم للكتابة وإعادة الكتابة أم ترضية لمشروع لم يتمكن من الحصول على الدعم؟. مضيفا “ما مصير السيناريوهات السابقة الحاصلة على الدعم ؟ كم منها تحول إلى فيلم؟ كم منها بدأت عملية إعادة كتابته أصلا؟ ما معيار إبراء ذمة شركة استفادت من دعم الكتابة واعادة الكتابة؟ ولماذا يتم صرف الدعم للشركة المنتجة عوض السيناريست؟ وهو الكاتب للنص الأول المستحق لدعم إعادة الكتابة، والمفروض أن يقوم بإعادة الكتابة؟ في حين لم تقم الشركة بأي عمل يستحق الدعم.”
هذه الأسئلة، يقول الناقد تيسوكمين، تكشف ”عقم هذه الآلية إذا أحسنا الظن، وتكشف عن كونها مجرد آلية للفساد يتم بموجبها توزيع أموال عمومية، دون مقابل، دون تقديم أي منتوج كان جيدا أو سيئا”.
جدير بالذكر أن المركز السينمائي المغربي بدون مدير، وأن عبد العزيز البوجدايني، القادم من وزارة الاتصال مدير بالإنابة فقط في انتظار تعيين مدير للمركز، وهي الخطوة التي يتلكأ فيها الوزير بنسعيد لأسباب غير معروفة!
في سياق آخر، وبعد الجدل الذي أثاره الدعم والانتقادات العارمة التي أتت من المهنيين، حاول الوزير بنسعيد صرف الأنظار عن ذلك، حين قام باستقبال الفنان الكبير عبد الهادي بلخياط، إلا أن الخطوة بدورها جرت عليه وابل من السخرية والنقد كذلك، إذ تهكم رواد مواقع التواصل الاجتماعي، إقدام الوزير على استقبال بلخياط، داخل مقر وزارته قصد الاطمئنان على صحته !، وكان الأجدر ببنسعيد أن يقصد بيت بلخياط للاطمئنان عليه، لا أن يستقدمه إلى الوزارة قصد أخد صور معه ونشرها على فيسبوك، للركوب على إسم فنان من هذا الحجم للتغطية على ”الفضائح”.