24 ساعة ـ العيون
مع بداية الشهر ماي الجاري تناقلت عدد من وسائل الإعلام ، بكون ستافان دي ميستورا، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء. أخبر رئيس المنظمة الأممية، أنطونيو غوتيريش، عن عزمه تقديم استقالته، في حال ما لم يتمكن من إقناع المغرب أو الجزائر أو جبهة “البوليساريو” بتغيير موقفها، مبرزا أن إيجاد حل للنزاع أصبح “صعبا” عليه.
ووفق ذات المعطيات ، فإن دي ميستورا اجتمع مؤخرا بالأمين العام للأمم المتحدة، انطونيو غوتيريش، وأخبره بأن الملف “جد معقد”، وأنه لم يستطع إقناع الأطراف المعنية بتغيير مواقفها. وأضاف أنه إذا لم يلمس أي تغيير خلال الفترة القصيرة المقبلة فسيقدم استقالته من المهمة الأممية.
وفي تعليقه على هذه الأخبار المتداولة حول عزم ستفان دي ميستورا الإستقالة من منصبه، يرى المحامي نوفل البعمري، أنه سواء كانت هذه التقارير الإعلامية صادرة عن جهات مقربة من دي ميستورا، تتجه نحو جس نبض الأطراف الأساسية للملف، أو كانت فعلا مبنية على معلومات دقيقة، بات عاجزاً عن فرض أجندة الأمم المتحدة على الدولة الجزائرية التي أقرت غير ما مرة رفضها للمسار الحالي وفقاً لقرارات مجلس الأمن.
دي ميستورا إذا ما رغب في الاستمرارعليه أن يتحلى بالشجاعة اللازمة
ويرى البعمري أن ستافان دي ميستورا، إذا ما رغب في الاستمرار، فعليه أن يتحلى بالشجاعة اللازمة للإعلان عن الواقع الحالي، واقع الجمود، وعن الطرف الحقيقي الذي تسبب في الوصول إليه والأفق الذي دفع إليه الملف، وهو أفق بات مسدوداً، في ظل عجز المبعوث الأممي عن فرض تعاون النظام الجزائري معه تنفيذاً لقرار مجلس الأمن الأخير، ولتوصيات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
هذا العجز، للأسف، يضيف البعمري، يتحمل هو مسؤوليته سواء من خلال التحركات الأخيرة التي قام بها وكانت موضوع ملاحظة مغربية، أو من خلال اللاءات التي رفعها المغرب في وجهه بعد استشعار المملكة المغربية بأنه يريد الانحراف بالمسار إلى غير منطلقاته الأممية، مع ما أبداه بالمقابل من مرونة غير طبيعية تجاه الدولة الجزائرية ومن ورائها تنظيم البوليساريو، الذي أقر رئيس بعثة المينورسو نفسه بأنها تعرقل مهمة المينورسو وتعيق تحرك عناصرها شرق الجدار العازل.
و أكد المحامي البعمري في ذات الطرح، انه سواء تقدم ستافان باستقالته أم لا، فعليه ألا ينسى أنه حظي بدعم صادق من طرف المغرب، الذي تعاون معه لتيسير مهمته وضمان نجاحها وتقديم كل الدعم السياسي له، وهو دعم كان ينطلق من روح إيجابية تعاطى بها المغرب معه. وبرؤية واضحة تهدف إلى الوصول لطي الملف وفقا لقرارات مجلس الأمن وميثاق الأمم المتحدة.
الرؤية بالنسبة للمغرب واضحة خارجياً
وخلص نوفل البعمري، إلى أن “الرؤية بالنسبة للمغرب واضحة خارجياً من خلال حشده للدعم الدولي لمغربية الصحراء، أممياً من خلال استمرار مجلس الأمن تبنيه لمبادرة الحكم الذاتي، داخلياً من خلال الجبهة القوية التي يقودها الملك، وهي كلها عناصر لم تعد تقف أمام جزئية هذه التقارير الإعلامية بغض النظر عن مصداقيتها، وهي رؤية استراتيجية غير مرتبطة بهذا المبعوث أو ذاك”.