24 ساعة ـ متابعة
في السياق الحالي الذي يتسم بتصاعد التوترات في منطقة الساحل، يبرز المغرب باستقراره السياسي الملحوظ الذي تمكن من ترسيخه. حيث كان بمثابة معقل حقيقي ضد عدم الاستقرار الذي يهدد غرب أفريقيا.
وبحسب تقرير حديث لصحيفة “Un Segundo” البنمية، فإن هذا الاستقرار أمر بالغ الأهمية ليس فقط بالنسبة للمغرب. . ولكن أيضا لمنطقة الساحل بأكملها. وتشهد هذه المنطقة توترات من المرجح أن تتفاقم، خاصة في هذه الأوقات. التي يشعر فيها بنفوذ الجماعات الخارجية، مثل “فاغنر” الروسية.
المغرب درع حقيقي في وجه الاضطرابات
وتعتبر المملكة “درعا” حقيقيا في وجه هذه الاضطرابات نظرا لاستقرارها السياسي، وتطمح إلى تنشيط منطقة الصحراء. الأقرب والواجهة الأمامية لدول الساحل، من خلال التخفيف من الاضطرابات التي تعاني منها هذه المنطقة. والواقع أن المغرب. بفضل موقعه الاستراتيجي، لا يحافظ على النظام داخل حدوده فحسب.
وتنشط المملكة في الجهود الرامية إلى تنشيط وتأمين منطقة الصحراء، التي تشكل حدودا طبيعية مع دول الساحل. ومن هذا المنطلق، أطلق الملك محمد السادس المبادرة الأطلسية في نوفمبر الماضي. وهذا المشروع الطموح. الذي يهدف إلى دمج منطقة الساحل اقتصاديًا وبنية تحتية دون الوصول إلى البحر. يوفر لها بالتالي منفذًا حيويًا إلى المحيط الأطلسي. وهي مبادرة يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي واضح على الوضع الاقتصادي لهذه الدول.
إن النهج الاستباقي للملك محمد السادس تجاه التنمية الإقليمية والدولية. يؤكد دوره كزعيم صاحب رؤية، ليس فقط في السياسة الداخلية، ولكن أيضا في مجال الجغرافيا السياسية العالمية. وقد أشاد المجتمع الدولي بهذه البادرة الاستراتيجية باعتبارها خطوة إلى الأمام نحو التنمية الاقتصادية. المستدامة لمنطقة الساحل.
استثمر المغرب، بحسب ما أوردته “Un Segundo”، في عدة مشاريع بصحرائه، مبرزا منتدى الاستثمار الذي نظم بالعاصمة الإسبانية والذي كشف عن الإمكانيات والفرص الاستثمارية الكبيرة للأجانب في هذه المنطقة.
التقرير الأمريكي نهجا استراتيجيا لتمكين دول الساحل الأفريقي من استغلال فرص الانفتاح
ويصف تقرير أمريكي نشرته منصة “ذا أمريكان ريبورت” المبادرة بأنها تحول جذري لوصول دول الساحل إلى المحيط الأطلسي. متوخيا تحسينا كبيرا للبنية التحتية عبر الساحل الأفريقي. ولا ينبغي لهذه المبادرة أن تزيد فرص العمل. وخاصة للشباب فحسب، بل ينبغي لها أيضا أن تحفز النمو الاقتصادي. في منطقة اتسمت منذ فترة طويلة بعدم الاستقرار والفقر.
ويعتبره التقرير الأمريكي نهجا استراتيجيا لتمكين دول الساحل الأفريقي من استغلال فرص الانفتاح على ساحل المحيط الأطلسي وتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة. وتحدد الوثيقة أن الخطة المغربية، المعروفة باسم المبادرة الأطلسية، تعد بتغيير جذري في طريقة وصول دول الساحل إلى المحيط الأطلسي.
وتضيف الوثيقة أن طموح المغرب إلى إنشاء تحالف أطلسي أفريقي جديد يشكل خطوة استراتيجية مهمة لتعزيز مكانة أفريقيا في الاقتصاد العالمي. ويبشر هذا الطموح، الذي يتبناه المغرب، بمشروع استثماري ضخم يركز على تحسين البنية التحتية الأساسية. وإنشاء موانئ حديثة وتطبيق التقنيات الرقمية، مع تأثير اقتصادي كبير متوقع.