24 ساعة ـ متابعة
تخوض دول الاتحاد الأوروبي منافسة شرسة لجذب الأطباء من المغرب وفقًا لتحقيق أجرته شركة Mediapart مؤخرًا.
ويأتي هذا الصراع وسط نقص واسع النطاق في المتخصصين الطبيين في جميع أنحاء الأتحاد الأوروبي.
ويبدو أن ألمانيا تفوز بالسباق. حيث تقدم الدولة عملية مبسطة للاعتراف بالمؤهلات الطبية الأجنبية، إلى جانب الرواتب الجذابة.
وأصبحت حواجز اللغة أيضًا أقل عائقًا، حيث تقدم المؤسسات الألمانية دورات لغة للأطباء الجدد.
ووفقا لذات الىمصادر، يختار العديد من الأطباء في شمال إفريقيا الذهاب مباشرة إلى ألمانيا. حتى لو كان ذلك يعني قضاء عام في تعلم اللغة.
ويُعزى هذا التحول في التفضيلات إلى الحوافز الجذابة التي تقدمها ألمانيا. بما في ذلك دورات اللغة الألمانية المجانية التي تقدمها مؤسسات مثل مستشفى لايبزيج.
كما تغري العيادات الخاصة في جنوب ألمانيا الأطباء بتوفير سكن مجاني للأشهر الستة الأولى والمساعدة في العثور على سكن.
وتكافح فرنسا، وهي الوجهة التقليدية للمهنيين الطبيين في شمال إفريقيا، من أجل مواكبة التقدم.
ويمكن أن تكون عملية حصول الأطباء الأجانب على الترخيص والعثور على عمل طويلة وبيروقراطية. مما يدفع الكثيرين إلى اختيار ألمانيا حتى لو كان ذلك يعني تعلم لغة جديدة أولاً.
أظهر تقرير حديث صادر عن المجلس الوطني لنقابة الأطباء في فرنسا ارتفاعًا كبيرًا في عدد الأطباء الأجانب العاملين في البلاد.
في عام 2010، كان 4.1% فقط من الأطباء في فرنسا. مؤهلين من خارج الاتحاد الأوروبي. وبحلول عام 2023، قفز هذا الرقم إلى 7.5%. ويأتي هؤلاء الأطباء في المقام الأول من بلدان منطقة المغرب العربي في شمال أفريقيا.
إن هذه المنافسة على المواهب ليست سوى جانب واحد من مشكلة عالمية أكبر. يقترب جزء كبير من الأطباء الحاليين في أوروبا. من سن التقاعد، مما يخلق نقصًا يلوح في الأفق.
30% من الأطباء الأوروبيين يبلغون من العمر 55 عاماً أو أكثر
وفقاً لتقرير منظمة الصحة العالمية، فإن 30% من الأطباء الأوروبيين يبلغون من العمر 55 عاماً أو أكثر. وقد وصف توماس زاباتا، خبير منظمة الصحة العالمية، هذا الاتجاه الديموغرافي بأنه “قنبلة موقوتة”. حيث من المتوقع أن يتقاعد هؤلاء الأطباء خلال العقد المقبل.
وتتفاقم المشكلة بسبب التوزيع غير المتكافئ للعاملين في المجال الطبي، حيث يهاجر العديد من الأطباء من البلدان النامية إلى الدول الأكثر ثراءً.
ويجسد المغرب هذا الاتجاه. وتفقد البلاد ما يقدر بنحو 600 طبيب سنويا. مما دفع الحكومة إلى إطلاق دعوات لزيادة الاستثمار في القطاع الصحي. لجعله أكثر جاذبية للقوى العاملة الطبية.