الرباط-اسامة بلفقير
كشفت صحيفة ”لوبوان” الفرنسية أن العلاقات بين فرنسا والمغرب، التي اتسمت بفترات من التوتر والمصالحة، يمكن أن تشهد اضطرابات جديدة بعد الانتخابات المبكرة المقرر إجراؤها ما بين 30 يونيو و 07 يوليوز.
وأبرزت الصحيفة في مقال تحليلي مطول، صدر اليوم الإثنين، ويحمل عنوان ”محور باريس الرباط يخضع للاختبار في الانتخابات التشريعية الفرنسية”، بأن الانتخابات التشريعية الفرنسية، تنطوي على قضايا متنوعة ومعقدة، خاصة على المستوى الجيوسياسي، مما يطرح أكثر من علامات استفهام بشأن العلاقات المغربية الفرنسية التي بدأت للتو تشهد فترة من الدفء في الأشهر الأخيرة، وفق ذات المنبر الإعلامي.
وفي هذا السياق، يرى أستاذ العلوم السياسية ، زكريا أبو الذهب، في حديث للصحيفة الفرنسية، أن مستقبل العلاقات المغربية الفرنسية يعتمد على قوتين هيكليتين، أولاهما موقع فرنسا في أوروبا. وقال: ”العلاقات الثنائية لها امتداد أوروبي، وفرنسا دولة مهمة للغاية من هذا المنطلق. ونتيجة لذلك، فإن الوضع السياسي الجديد في هذا البلد سيكون له بالضرورة تداعيات على محور الرباط-بروكسل”.
ويستشهد أبو الذهب ثانيًا بالأنظمة البيئية المختلفة التي تؤثر في ميزان السياسة الخارجية، وأوضح «بعيداً عن توزيع الألوان السياسية، يجب أن نأخذ في الاعتبار ثقل الأجهزة الأمنية، والجهاز الدبلوماسي، وما إلى ذلك. ويمكنني أيضًا توسيع النطاق من خلال تضمين دور المجتمع المدني الفرنسي، وكذلك دور الجالية المغربية في المهجر”. وتابع: “أيا كانت الحكومة التي سيتم تنصيبها، فإن العلاقات المغربية الفرنسية موجودة، وهذا الأساس، سيحكم مستقبل هذه العلاقة”، مذكرا بالإعلان عن التمويل العمومي للقطاع الخاص مشاريع في الصحراء المغربية.
وشدد ذات الباحث المغربي على أن أنه من الصعب حتى الآن رسم صورة دقيقة للتحالفات المحتملة التي سيتم إنشاؤها وتحديد تأثيرها على محور الرباط-باريس، إلا أن هناك شيء واحد مؤكد، وفق أبو الذهب: “سواء مع اليسار أو اليمين، فإن المغرب سوف يكيف عملياته”، مبرز أنه ”يجب انتظار نتائج الانتخابات حتى يتسنى تقدير موقف المغرب بشكل أفضل فيما يتعلق بالوضع السياسي الفرنسي الجديد”.
في سياق ذي صلة، ذكرت الصحيفة، استنادا إلى مصادر دبلوماسية، بأن زيارة رئيس الوزراء الفرنسي، التي كانت مقررة مطلع شهر يوليوز المقبل إلى الرباط، للتحضير لزيارة دولة للرئيس ماكرون إلى المغرب، قد ألغيت فعليا.