24 ساعة-متابعة
يواصل المغرب الطيران إلى آفاق جديدة، مما يعزز مكانته كأحد أعمدة صناعة الطيران العالمية. وأعلن عن طموحه بصناعة طائرة كاملة ستقلع لأول مرة من المغرب، حسبما يشير موقع “عرب ديفنس”، في 20 يونيو 2024.
وتعتبر المملكة من الدول التي تصنع قطع غيار الطائرات عالمياً. وهذا يدل على طموح المغرب. في أن يصبح لاعبا رئيسيا في مجال صناعة الطيران. وبالتالي الانضمام إلى العشرين دولة الرائدة في هذا المجال.
إن التطور السريع الذي تشهده صناعة الطيران المغربية هو خير مثال على الرؤية الملكية الرامية إلى جعل المغرب رائدا صناعيا في أفريقيا. وقد أدى الدعم النشط من الحكومة، إلى جانب خبرة وجهود القوات المسلحة الملكية. إلى خلق نظام بيئي ديناميكي ومرن، يجذب أكبر الأسماء في مجال الطيران العالمي.
بالإضافة إلى ذلك، دفع استقرار المغرب شركات الدفاع الغربية مثل إيرباص وسافران وتاليس. إلى إنشاء مرافق لتصنيع وخدمات الطيران في البلاد. حيث أ، قطاع الطيران المغربي. يضم 142 شركة ويشغل 17 ألف شخص وتدر 2 مليار دولار من عائدات التصدير.
وصعد المغرب سنة 2020 إلى المركز 36 عالميا والثالث على مستوى الشرق الأوسط وإفريقيا في تصنيف صناعات الطيران. وهذا الطفرة هو نتيجة لاستراتيجية حكومية استباقية تهدف إلى جذب الاستثمار الأجنبي من خلال الحوافز والتحسينات الكبيرة في البنية التحتية، مثل إنشاء المناطق الحرة مثل منطقة ميدبارك بالقرب من الدار البيضاء.
دعم حكومي لا يتزعزع
وقد دعمت الحكومة المغربية بقوة نمو صناعة الطيران من خلال تنفيذ مبادرات مختلفة ومنح الحوافز الرامية إلى جذب المستثمرين الأجانب. وفي الوقت نفسه، خصصت موارد ملحوظة لتطوير البنية التحتية، لا سيما من خلال إنشاء مجموعات الطيران مثل المنطقة الحرة ميدبارك بالقرب من الدار البيضاء.
بالإضافة إلى ذلك، عمل المغرب على تطوير البنية التحتية والموارد اللازمة لجذب شركات الصيانة والإصلاح والتجديد (MRO)، مفضلا إنشاء هذه الأخيرة في مناطق استراتيجية مثل تكنوبارك الدار البيضاء ومدينة محمد السادس طنجة التقنية، قيد الإنشاء حاليا. من قبل شركة الاتصالات والبناء الصينية (CCCC).
ولا يمكن إنكار جاذبية المغرب لشركات الدفاع الغربية. وأنشأت شركات إيرباص وسافران وتاليس مرافق في البلاد، مستفيدة من الاستقرار السياسي والبنية التحتية المتقدمة. تواصل شركات مثل ضاهر ومجموعة أوريزيو (سابكا المغرب سابقا) الاستثمار بكثافة، مع مشاريع مثل المصنع الذي تبلغ مساحته 16 ألف متر مربع في النواصر لخطوط تجميع إيرباص وداسو.
تطورات ملحوظة في البنية التحتية
وتساهم القوات المسلحة الملكية في هذه الديناميكية، بالتعاون مع عمالقة الصناعة مثل شركة لوكهيد مارتن. أنشأت القوات المسلحة الملكية مشروع صيانة Aero Maroc (MAM)، وهو مشروع مشترك مخصص لصيانة وتحديث طائرات F-16C/D وC-130H Hercules. ويتضمن هذا المشروع، المتواجد بمطار بنسليمان، بناء مركز MRO (الصيانة والإصلاح والعمرة) بمساحة 15000 متر مربع، وبالتالي خلق 300 منصب عمل وتعزيز القدرات المحلية لصيانة الطيران.
ويتزايد التعاون مع اللاعبين العالميين في مجال الطيران. في عام 2021، أكد المغرب عقدًا بقيمة 4.25 مليار دولار لشراء 24 مروحية هجومية من طراز Boeing AH-64E Apache، ومن المقرر تسليمها في عام 2024. وعززت شركة Boeing، وهي شريك بالفعل في مشروع MATIS Aerospace، وجودها في المغرب بمصنع جديد قيد الإنشاء. في الدار البيضاء.
الابتكار في قلب الاستراتيجية
وانضمت شركة برات آند ويتني كندا أيضًا إلى هذه الديناميكية من خلال إطلاق برات آند ويتني المغرب، وهي منشأة تبلغ مساحتها 130 ألف قدم مربع في منطقة ميدبارك الحرة. ويهدف هذا الموقع، المقرر افتتاحه عام 2025، إلى توظيف 200 شخص وتعزيز الروابط مع العملاء والشركاء الإقليميين.
وتنشط المجموعة البلجيكية أوريزيو، المعروفة سابقا باسم مجموعة بلوبيري، في المغرب منذ عام 2012 من خلال فرعها سابكا المغرب.
وقد أعلن الأخير مؤخرا عن استثمار أكثر من 17 مليون أورو لبناء منشأة جديدة بمساحة 16 ألف متر مربع بالنواصر، والتي ستستوعب خطوط تجميع شركات بيلاتوس وإيرباص وداسو. كما ساهمت شركة سابكا المغرب، بالتعاون مع القوات الجوية المغربية، في تحديث أسطول طائرات التدريب، لا سيما طائرات داسو ميراج F1C/E وألفا جيت.
في عام 2022، تم إنشاء مشروع مشترك، يسمى Aero Maroc Maintenance (MAM)، بين المغرب وشركة Lockheed Martin ومجموعة Orizio، من أجل القيام بعمليات الصيانة والإصلاح والتجديد لطائرات F-16C/D وC-130H Hercules. للقوات الجوية المغربية. ويشكل هذا المشروع توسعا هاما لأنشطة مجموعة أوريزيو في المغرب.
والمغرب من خلال المشاريع الطموحة والشراكات الإستراتيجية والقوى العاملة المؤهلة يعمل على ترسيخ مكانته كلاعب رئيسي في صناعة الطيران العالمية، ويحلق عاليًا وبعيدًا نحو مستقبل واعد.