حاوره : عماد المجدوبي
دينامية متسارعة تشهدها العلاقات بين المغرب وأذربيجان، والتي عرفت مؤخرا دخول اتفاقية الإعفاء من التأشيرة لمواطنين البلدين.
في هذا السياق، خص سفير أذربيجان بالمغرب نزيم سامادوف، جريدة “24 ساعة” الإلكترونية بحوار سلط فيه الضوء على تطور العلاقات مع البلدين، وموقف باكو من قضية الصحراء المغربية، والتي تتبنى فيها أذربيجان موقفا يدعم سيادة المغرب ووحدة أراضيه.
كان المغرب من بين أوائل الدول التي اعترفت باستقلال أذربيجان في ديسمبر 1991، وفي العام التالي أقام البلدان علاقات دبلوماسية رسمية. ما الذي تحقق منذ ذلك الحين؟
يبدأ التاريخ الحديث للعلاقات الثنائية بين أذربيجان والمغرب فعلياً بالاعتراف باستقلال بلدنا في 30 ديسمبر 1991، ثم إقامة العلاقات الدبلوماسية في 28 غشت 1992. وقد أرسى رئيس جمهورية أذربيجان، حيدر علييف، أسس العلاقات بين أذربيجان والمغرب عندما زار الدار البيضاء في عام 1994 للمشاركة في قمة منظمة المؤتمر الإسلامي. وقد التقى خلال زيارته بجلالة الملك الحسن الثاني، وحينها حدد الرجلان العظيمان استراتيجية التعاون والدعم المتبادل. وقد نجح نجلاهما – فخامة الرئيس إلهام علييف رئيس جمهورية أذربيجان وجلالة الملك محمد السادس في تطوير رؤيتهما.
بعد أكثر من 30 عامًا، تسعى الحكومتان إلى تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين إلى أعلى مستوى ممكن. فبين البلدين، أذربيجان والمغرب، الكثير من القواسم المشتركة: القيم والتقاليد المشتركة، والدين الواحد، والثقافة الغنية، ومسألة الوحدة الترابية، والوضع الجيوسياسي المعقد، والقيادة القوية، وما إلى ذلك.
وعلى مدى العقود القليلة الماضية افتتحنا سفارات في كلتا العاصمتين. وأنا بالفعل رابع سفير يعينه رئيس الجمهورية ليكون مقره في الرباط. كما تعمل مجموعات الصداقة بين برلماني البلدين. كما تم إنشاء لجنة وزارية مشتركة لتكثيف التعاون الاقتصادي بين البلدين.
ويشترك في رئاسة هذه اللجنة وزيرا خارجية أذربيجان والمغرب، ونُظمت دورتها الثانية في نوفمبر 2023 في الرباط. وقد أرسى المنتدى الاقتصادي الأول، الذي تم تنظيمه أيضًا على هامش الدورة الثانية للجنة، أساسًا دائمًا لتكثيف التبادلات الاقتصادية بين البلدين.
تبدي أذربيجان اهتماماً متزايداً بالقارة الأفريقية. ما هو السر وراء هذا الاهتمام، وما هو الدور الذي يلعبه التعاون بين البلدين في تعزيز حضور أذربيجان على الساحة الأفريقية؟
تحاول أذربيجان إقامة وتطوير العلاقات والشراكات الودية مع جميع دول القارة الأفريقية. لدينا سفارات ومكاتب دبلوماسية في 7 دول أفريقية.
وهذا بالطبع لا يكفي للتعاون مع جميع البلدان الأفريقية، لكنها تعمل وتنفذ الشراكات لصالح بلداننا. لقد قادت أذربيجان لسنوات عديدة بنجاح حركة عدم الانحياز التي تضم في عضويتها غالبية الدول الأفريقية. ومنذ 15 يناير 2011، تتمتع جمهورية أذربيجان بمركز المراقب في الاتحاد الأفريقي.
انعقدت الدورة الثانية للجنة المشتركة للتعاون الثنائي في نوفمبر الماضي، على هامش منتدى الأعمال المغربي الأذربيجاني. ما هي أهم الاتفاقيات التي تربط بين البلدين، وما هي آفاق وفرص تعزيز التعاون المشترك في كافة المجالات؟
خلال الدورة الثانية للجنة الحكومية الدولية في نوفمبر 2023 بالرباط، وقع البلدان 8 اتفاقيات تعاون في المجالات التالية: الطاقة، والبيئة، والصحة، والخدمات اللوجستية، وبين الموانئ، وبين وكالات تشجيع الصادرات، وبين وكالات خدمات الإدارة البيئية، وغيرها. كما عززت مشاركة الوفد الأذربيجاني في معرض سيام التجاري الزراعي وفعاليات أخرى التعاون الاقتصادي بين البلدين.
وفيما يتعلق بإحصائيات التعاون الاقتصادي، تجدر الإشارة إلى نمو حجم المبيعات بين أذربيجان والمغرب بنسبة 34% في الأشهر الستة الأولى من عام 2024، على الرغم من أن هذه الأرقام ليست عالية جدًا.
وقد تضاعف عدد السياح المغاربة الوافدين إلى أذربيجان هذا العام مقارنة بالعام الماضي، حيث بلغ عددهم 1530 سائحاً بعد 7 أشهر. وتعمل سفارتا البلدين جاهدة على تكثيف التعاون في مجال السياحة بين البلدين. ويزيد من سهولة هذه المهمة أنه في غضون أشهر قليلة – في 28 ماي – ستدخل اتفاقية إلغاء تأشيرات الدخول لجوازات السفر العادية التي وقعها وزيرا خارجيتنا في مايو حيز التنفيذ. لذلك نحن نتطلع إلى رؤية المزيد من السياح المغاربة في أذربيجان.
تدعم أذربيجان الوحدة الترابية للمملكة. كيف تنظرون إلى خطة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب لحل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية؟
يتمثل موقفنا في دعم سيادة المملكة المغربية ووحدتها الترابية، وكذلك جهود الأمم المتحدة والمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة من أجل التوصل إلى حل دائم وعادل لقضية الصحراء، استنادا إلى التوصيات الأممية ذات الصلة، وقرارات مجلس الأمن، خاصة ما يتعلق منها بمخطط الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب، والجهود المغربية الجادة وذات المصداقية لدفع العملية إلى الأمام نحو الحل. وتأمل أذربيجان أن يتم حل قضية الصحراء يوماً ما من أجل رخاء وسعادة شعوب المنطقة.