الرباط-عماد مجدزبي
تشهد جزر الكناري أزمة إنسانية متصاعدة بسبب تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين غير النظاميين على سواحلها. وقد بلغت هذه الأزمة ذروتها في جزيرة “إل هييرو” الصغيرة، حيث شهدت رسو مئات القوارب واستقبال آلاف المهاجرين خلال عام واحد، متجاوزة بذلك قدرة الجزيرة الاستيعابية.
إن هذا التدفق الكبير للمهاجرين قد خلق العديد من التحديات لجزر الكناري، حيث يعاني سكان الجزيرة من نقص في الموارد والخدمات، كما أن البنية التحتية لم تعد قادرة على استيعاب هذا العدد الكبير من الأشخاص. وقد أدى ذلك إلى تفاقم المشاكل الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة.
في مواجهة هذه الأزمة، كشفت تقارير إسبانية، أن حكومة سانشيز قررت التدخل لتقديم المساعدة لجزر الكناري. وقد خصصت وزارة الدفاع الإسبانية موقعين عسكريين في جزيرة تينيريفي لاستقبال القاصرين الأجانب غير المصحوبين بذويهم، وذلك لتخفيف الضغط على المراكز الحالية التي تعاني من الاكتظاظ الشديد.
إن قرار الحكومة الإسبانية بتخصيص مواقع عسكرية لاستقبال المهاجرين، فق المصادر، يعد إجراءً مؤقتاً لمعالجة الأزمة الحالية، ولكن يكون كافية لحل المشكلة.
إن أزمة الهجرة إلى جزر الكناري تتطلب حلولاً شاملة وطويلة الأمد، تتجاوز مجرد توفير المأوى للمهاجرين. فمن الضروري العمل على معالجة الأسباب الجذرية للهجرة، وتوفير فرص عمل وتعليم للمهاجرين، وتعاون دولي لإنقاذ المهاجرين في البحر ومنع المافيات من استغلالهم.