حاورته-سناء الجدني
يشهد شمال المملكة، خاصة مدينة الفنيدق، حالة من استنفار كبيرة، في وقت تم تسجيل محاولة المئات اقتحام مدينة سبتة المحتلة صباح اليوم الأحد. في هذا السياق، تواصلت جريدة “24 ساعة” مع محمد بن عيسى رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان بشأن هذا المخطط الجماعي الذي انطلق من وسائل التواصل الاجتماعي.
فجأة انتشرت دعوات لتنفيذ هجرة جماعية نحو سبتة. ما خلفية هذه الدعوات التي انتشرت في وسائط التواصل الاجتماعي؟
دعوات شبكة التواصل الاجتماعي لها خلفية ميدانية أو بالأحرى واقعية، بسبب التحولات التي تعرفها الهجرة غير النظامية، بشواطئ سبتة، حيث كانت هذه الظاهرة تعتمد على معدات مختلفة كالزورق أو مركب صغير يمتطي عليه المهاجرين السريين للعبور. أما الآن أصبحت هذه الظاهرة بطرق أسهل ووسائل بسيطة تعتمد أساسا على السباحة بشكل فردي وحاليا تطورت وأصبحت بشكل جماعي. فهذا التحول الواقع من هجرة فردية إلى جماعية، هو ظاهرة جديدة تنطلق من شواطئ بليونش أو سبتة وغير مكلفة ماديا، وتعتمد أساسا على قدرات جسدية وعلى تحمل جسد المهاجر غير الشرعي نسبة برودة البحر.
فالهجمة الجماعية التي حدثت في أواخر شهر غشت، لم تستقطب الشباب المغاربة فقط بل كانوا من بينهم شباب من دول أخرى كجزائريين، والذين فكروا في إنجاز حملات اقتحامية بشكل جماعي على المنطقة من أجل الهجرة غير الشرعية.
ما الذي يؤجج عمليات التحريض على الهجرة رغم استحالتها بهذه الطريقة والمخاطر الكبيرة التي يواجهها الشباب؟
هناك عوامل عديدة تؤجج الشباب على الهجرة، كجهات خارجية، أشخاص يريدون الركوب على الحدث الواقع، فبالأحرى هناك فكرة كونت في العالم الإفتراضي التي أججت هؤلاء الشباب وحرضتهم على الهجرة غير الشرعية. فهؤلاء الشباب يعتبرون شبكات التواصل الإجتماعي هي مساحة للتعبير عن الذات وعن السخط الذي يشعرون به اتجاه واقعهم المعيش، فمن الممكن أن تكون العوامل مرتبطة بالشباب بحد ذاتهم، وبجهات خارجية تحاول الركوب على هذا الحدث وتأجيجه.
ما مسؤولية الأحزاب السياسية أغلبية ومعارضة عن تنامي هذه الظاهرة؟
للأسف فالفاعلين السياسيين لم يقوموا بدورهم نهائيا، بما فيهم الأحزاب السياسية المتواجدة بالحكومة. فردود فعلهم لحدود الساعة لم تستجب بعد لخطورة ما يحدث، وهناك استهانة من طرف السياسيين كبيرة جدا. فغياب الفاعل السياسي زاد الوضع أزمة، لأن كما هو معروف فالفاعل السياسي الحقيقي يجب أن يقوم بمبادرة وأن يقون في موقع الريادة من أجل إحداث حلول جذرية لما تعانيه المنطقة، فحتى البرامج الحكومية الوطنية والمحلية لم تفعل اتجاه هؤلاء الشباب. فنحن أمام أزمة كبيرة جدا، شباب لا يشتغلون ولا يدروسون، خارج هامش المجتمع والذي من المفروض أن يستفيدوا من البرامج التي تضعها الدولة للحد من هذه الظاهرة التي نعاني منها بين فترة وأخرى.