24ساعة-عبد الرحيم زياد
أثارت مقترحات حزب فوكس اليميني الإسباني المتطرف المتعلقة بمواجهة الهجرة غير النظامية من المغرب إلى إسبانيا، جدلا واسعا، تزامنا مع الأحداث الأخيرة بعد المحاولة الجماعية الكبيرة للهجرة نحو مدينة سبتة المحتلة.
وحسب وسائل اعلام اسبانية، فقد شهدت قاعة البرلمان الإسباني اشتباكًا كلاميًا حادًا بين وزير الخارجية، خوسيه مانويل ألباريس. ونائب حزب فوكس، كارلوس فلوريس جوبيرياس، حول السياسة المتبعة لمواجهة الهجرة غير الشرعية.
وقد أثار حزب فوكس جدلاً واسعًا بمقترحاته الصارمة والمتشددة التي تستهدف الحد من تدفق المهاجرين. والتي تشمل الطرد الفوري للمهاجرين غير الشرعيين وتقليص التعاون التنموي، وبرر فلوريس جوبيرياس هذه المقترحات بنجاحها في دول أوروبية أخرى. داعيًا الحكومة الإسبانية إلى اتباع نفس النهج.
ألباريس يحذر من عواقب وخيمة ويشيد بالتعاون المغربي
من جانبه، حذر وزير الخارجية من أن تطبيق مثل هذه المقترحات من شأنه أن يعرض التعاون الإسباني مع الدول المجاورة. مثل المغرب وموريتانيا والسنغال وغامبيا، للخطر. وأكد ألباريس على أهمية هذه العلاقات في ضمان أمن الحدود وتجنب نشوب صراعات إقليمية.
وشدد الوزير على التعاون الوثيق مع المغرب في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية، خاصة على حدود سبتة ومليلية. وأشار إلى أن هذا التعاون أسهم بشكل كبير في الحد من تدفق المهاجرين لإسبانيا.
وفي المقابل، أعرب فلوريس جوبيرياس، المعروف بمواقفه العنصرية، عن شكوكه في دوافع المغرب وراء هذا التعاون، معتبرًا أن المملكة المغربية تستغل قضية الهجرة كأداة للضغط على إسبانيا لتحقيق مكاسب سياسية.
ويجسد هذا النقاش الحاد الانقسام العميق في المجتمع الإسباني حول قضية الهجرة، فبينما يدعو حزب فوكس إلى سياسة هجرة أكثر تشددًا، تفضل الحكومة الاشتراكية سياسة قائمة على التعاون الدولي وحماية حقوق الإنسان.