24ساعة-عبد الرحيم زياد
ذكرت وكالة “رويترز” إن المبعوث الأممي لقضية الصحراء ستفان دي ميستورا قدم في إحاطة قدمها أمام أعضاء مجلس الأمن الدولي، مقترحا يقضي بتقسيم الصحراء كحل لهذا النزاع الإقليمي، لافتة إلى أن المغرب قد رفض هذا المقترح
في ذات الصدد، يرى المحلل السياسي و الباحث في العلوم السياسية محمد شقير في تصريحات خص بها جريدة “24 ساعة” الإلكترونية. أن مقترح دي ميستورا الذي جاء ضمن الإحاطة التي قدمها أمام أعضاء مجلس الامن في جلسة مغلقة، يعكس رغبته في التخلي عن الملف، بعدما عجز عن تقريب وجهات النظر المتابعة بين طرفي النزاع. بحيث اذا كان المبعوث الألماني السابق هورست كولر، قد سارع بتخليه عن الملف فنفس الشيء قام به دي ميستورا ، ولكن بشكل يشبه إلى حد ما المقترح الذي طرحه كريستوفر روس في السابق حيث كان رد المغرب هو المطالبة برحيله .
وأضاف المحلل الاستراتيجي، محمد شقير أن هذا ما يرغب فيه دي ميستورا بعدما جرب كل الآليات لتذويب الخلافات كالموائد المستديرة التي رفضت الجزائر مواصلة المشاركة فيها، وكذا الاتصال ببلدان قد تسهل عملية تقريب وجهات النظر أدت به الى زيارة جنوب افريقيا رغم ان هذه الدولة لها موقف منحاز للبوليساريو وطروحات الجزائر الانفصالية الشيء الذي اعتبره المغرب تجاوزا الاختصاصات المبعوث.
واسترسل الباحث أن تسريب إحاطة المبعوث الأمم دي ميستورا من وكالة رويترز، يطرح علامات استفهام حول خفايا هذا التسريب، وما اذا كان نوع من التشويش على عملية كتابة تقرير الامين العام للامم المتحدة وقرار مجلس الامن المقبل. خصوصا وان إحاطة المبعوث الايطالي ومقترحه بشأن تقسيم الصحراء بين الطرفين المتنازعين بعيد عن الواقع على الارض ولا يتماشى مع التطورات الدولية التي عرفها الملف، خاصة بعد الاعتراف امريكا صاحبة القلم وزيارة وفد امريكي للاقاليم الجنوبية خلال هذه الفترة بالإضافة إلى مساندة 19دولة أوروبية لمبادرة الحكم الذاتي وعلى رأسها كل من اسبانيا وفرنسا التي تتمتع بحق الفيتو دولة مستعمرة سابقة بالإضافة إلى فتح حوالي 30 دولة لقنصلياتها في كل من العيون والداخلة الشيء الذي لم يأخذ بعين الاعتبار في إحاطة دي ميستورا والتي رفضها على ما يبدو حتى البوليزاريو ومن خلفها الجزائر.
يشار الى أن وكالة رويترز كشفت عن تفاصيل إحاطة قدمها دي ميستورا لمجلس الأمن خلف أبواب مغلقة يوم الأربعاء. حيث اقترح، تقسيم منطقة الصحراء بين المغرب وجبهة البوليساريو الإنفصالية، مضيفة أن دي ميستورا طلب من الأمين العام للأمم المتحدة ” أن يعيد النظر في جدوى دوره كمبعوث إذا لم يتم تحقيق أي تقدم في غضون ستة أشهر”.