الرباط-عماد مجدوبي
يشهد حزب الأصالة والمعاصرة (البام) صراعا مريرا على مستوى قيادته، حيث تحول الخلاف بين القياديين صلاح الدين أبو الغالي وفاطمة الزهراء المنصوري إلى معركة قضائية، مما يطرح تساؤلات جادة حول المستقبل السياسي للحزب.
يعود أصل القضية بين الطرفين إلى خلاف تجاري بين أبو الغالي وأحد أعضاء الحزب، حيث طالبت المنصوري باستقالة أبو الغالي من منصبه في القيادة الجماعية نتيجة لهذا الخلاف. رفض أبو الغالي هذا الطلب، مؤكداً أن الأمر شخصي ولا علاقة له بعمله الحزبي.
سرعان ما تقرر تعويض أبو الغالي، خلال نهاية الأسبوع المنصرم، بفاطمة السعدي، وذلك في خطوة يراد منها سد الفراغ الذي تركه الأخير وسط القيادة الجماعية الثلاثية للجرار.
ويأتي القرار بعد أن صادق برلمان الحزب على إقالة أبو الغالي من الأمانة العامة الجماعية، وتجميد عضويته في جميع هياكل الحزب.
لم يتبقى أمام أبو الغالي سوى الطعن القانوني الذي تقدم به أمام القضاء ، بعد حيث يجادل بأن قرار تجميد عضويته باطل لعدة أسباب، منها أن المكتب السياسي تجاوز صلاحياته، وأن هذا القرار يتعارض مع النظام الأساسي للحزب.
من الناحية السياسية، فإن هذا الصراع يعكس عمق الانقسامات داخل الأصالة والمعاصرة، ويشير إلى وجود معركة طاحنة على النفوذ والزعامة داخل ”البام”. مما يضع الحزب في موقف حرج، حيث يظهر أمام الرأي العام يعاني من صراعات داخلية تؤثر على أدائه وسمعته.
من المتوقع أن يكون لهذا الصراع تداعيات كبيرة على حزب الأصالة والمعاصرة، ومن أهم هذه التداعيات تعميق الانقسامات داخله، وتجعل من الصعب على القيادة الحالية توحيد الصفوف. كما من المتوقع أن يؤدي مثل هكذا تطاحنات إلى إضعاف الحزب وتشتيت جهوده، مما يجعله أقل قدرة على مواجهة التحديات المطروحة، خصوصا وأنه حزب مشارك في الحكومة.
قد يؤثر الصراع بين قيادات الأصالة والمعاصرة سلباً على أداء الحزب في الانتخابات المقبلة، حيث قد يقلل من حماسة مناضليه ومنتسبيه وقواعده، ويؤثر على صورة الحزب لدى الناخبين.
يبرهن ما يقع داخل ”البام” على غياب ثقافة المؤسسات القوية، مما أدى إلى الاعتماد الكبير على الشخصيات القيادية، والتي كلما ظهرت خلافات بينها وإن بسيطة- شأن المنصوري وأبو الغالي- إلا واتخذ الحزب منعطفا يهدد بتمزيقه وتقويض دوره في المشهد السياسي المغربي.