24 ساعة ـ متابعة
تمثل زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والتي تأتي تلبية لدعوة وجهها العاهل المغربي الملك محمد السادس، إلى الرئيس الفرنسي، لزيارة المغرب. خطوة نحو استعادة وتيرة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية، خاصة بعد الموقف السياسي لباريس. بشأن تأييد مقترح الحكم الذاتي، الذي طرحه المغرب كحل للنزاع المفتعل في الصحراء المغربية و اعترافها بسيادة المملكة على أقاليمها الجنوبية.
كما أن زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في ظل توترات بعلاقة فرنسا مع الجزائر. التي سحبت سفيرها بشكل فوري في وقت سابق، بعد إعلان باريس تأييدها لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء الغربية.
ماكرون، كان قد راهن منذ وصوله إلى قصر الإليزيه على طي صفحة الماضي مع الجزائر، ولو على حساب المغرب. لكنه بعد ضغوط تعرض لها من طرف مختلف أطراف الطيف السياسي والاقتصادي والأمني في فرنسا، قرر إعادة توجيه الدفة نحو المغرب
وما كان لهذا الأمر المتمثل في زيارة الرئيس الفرنسي للمملكة المغربية ، أن يعجب النظام العسكري الجزائري، الذي ومع قرب وصول الرئيس الفرنسي إلى المغرب، تجند الجزائر بجميع أجهزته المخابراتية وعملائها لمراقبة كل ما يتعلق ببرنامج الزيارة.
وكما جرت العادة، أطلق النظام العسكري الجزائري، أبواقه لنشر الإشاعات والأكاذيب في محاولة بائسة للتشويش على هذه الزيارة، التي يرى كثير من المراقبين أنها ستكون تاريخية، خاصة بعد اعتراف فرنسا الصريح بمغربية الصحراء، حيث وسخرت الآلة الإعلامية الجزائرية جميع قنواتها ومواقعها الرسمية وغيرها من الحسابات الوهمية لمهاجمة هذه الزيارة وتضليل الرأي العام الجزائري.
زيارة ماكرون للرباط قد زرعت حتى قبل بدايتها قلقًا كبيرًا ورعبًا لدى السلطات الجزائرية
وغير خاف على أي متتبع، أن زيارة ماكرون للرباط، قد زرعت حتى قبل بدايتها. قلقًا كبيرًا ورعبًا لدى السلطات الجزائرية تجاه تعزيز العلاقات المغربية الفرنسية، خاصة فيما يتعلق بملف الصحراء المغربية. والكشف عن الأرشيف الذي يضم كمًّا هائلًا من الوثائق التاريخية التي ستعزز موقف المغرب.وفق ما تم تداوله مؤخرات على نطاق واسع.
وأجمعت آراء المهتمين بالملف المغاربي على أن المغرب حقق انتصارات دبلوماسية كبرى. بينما الجزائر تعيش عزلة دولية أصابتها بالإحباط وجعلتها تخطط بشكل عشوائي.
ورغم الكيد الجزائري، وفي حقل الألغام هذا، يصل إيمانويل ماكرون كرئيس دولة للمملكة المغربية وقد اتخذ خيارا واحدا لا ثاني له. والمتمثل في تدعم فرنسا الخطة المغربية للصحراء المغربية، رغم انه وفي بداية ولايته، حاول ماكرون التقرب من دول المغرب العربي. لكن الجزائر أغلقت الباب في وجهه مرتين.
وفي المغرب، ستكتب هذه الزيارة، إن لم تكن صفحة اقتصادية وسياسية جديدة، فعلى الأقل استمراريتها. فقبل أقل من ثلاث سنوات من انتهاء ولايته، يعود ماكرون إلى أساسيات الجمهورية الخامسة في المغرب العربي: الحليف هو المغرب.