24 ساعة ـ عبد الرحيم زياد
يباشر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ،زيارة دولة للمغرب بدعوة من الملك محمد السادس. وهي زيارة تعد تتويجا لتحسن العلاقات الدبلوماسية بين الرباط وباريس، بعد إعلان ماكرون نهاية يوليوز الماضي، عن تأييد بلاده لمقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، الذي قدمه المغرب كحل للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
في ذات الصدد، أكد المحلل السياسي محمد شقير في تصريحات خص بها جريدة “24 ساعة” الإلكترونية، أن زيارة الرئيس ماكرون، تعتبر هي زيارة مهمة ومتميزة في تاريخ العلاقات بين البلدين نظرا لأنها أتت بعد فترة من التوتر بين البلدين وكذا لان التوتر كان بسبب قضية وطنية تعتبر من أولويات قضايا المملكة حيث حدد العامل المغربي شروطا خاصة لا تقبل مناقشة او تفاوضا.
واضاف شقير أن الزيارة تعتبر مفصلية في تاريخ العلاقات الثنائية بخلاف كل الزيارات السابقة لرؤساء فرنسا السابقين بما فيهم الرئيس جاك شدراك لأنها تفصل بين مراحل التعاون السابقة بين الدولتين والمرحلة الجديدة التي تقوم على تبادل المصالح المشتركة اي يمكن القول انها بمثابة مرحلة استقلال ثاني للمغرب، تميز يسيادة المغرب على قراره الخارجي سواء على الصعيد السياسي او الاقتصادي.
وأبرز المحلل السياسي شقير، أن الزيارة تأتي في مرحلة مفصلية بالنسبة لقضية الصحراء حيث أن الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء بعد الاعتراف الأمريكي ومساعدة شركاء اوربيين وعلى رأسهم اسبانيا شكل محطة حاسمة في هذا الملف الشيء الذي ظهر من خلال تركيز الأمين العام في تقريره على هذا الموقف الفرنسي بحكم ان فرنسا لا تتوفر فقط على حق الفيتو بل ايضا لكونها تعتبر دولة استعمارية تلم بخبايا هذا الملف وتعقيداته ورهاناته. كما تحمل هذه الزيارة دلالة سياسية هامة على صعيد علاقات فرنسا مع كل من المغرب والجزائر حيث تعكس حسم فرنسا ترجيح موقفها لصالح المغرب بعدما كانت الجزائر في السابق تشكل أولوية في الدبلوماسية الفرنسية.
وأوضح شقير، انه إلى جانب ذلك فان هذه الزيارة تكتسي أهمية كبرى ستتمثل في الملفات المهمة التي سيتم تدرسها سواء على الصعيد العسكري من خلال إمكانية اقتناء المملكة لأول غواصة في تاريخ البحرية الملكية وكذا انواع حديثة من الهيلكوبترات العالية التقنية بالإضافة إلى المباحث بشأن ابرار استثمارات في مشاريع تنموية خاصة بالاقاليم الصحراوية تحاول من خلالها فرنسا استعادة مكانتها الاقتصادية في المملكة في ظل المنافسة الشرسة لاسبانيا وانجلترا بالاضافة الى الصين والولايات المتحدة ودول أخرى كتركيا وغيرها.