24 ساعة ـ متابعة
بمناسبة الذكرى 49 بغيدالمسرة الخضراءـ خصصتصحيفة “أتاليار” الإسبانية،الإسبانية، مقالا مطولا تناولت فيه أهم الإنجازات التي عرفتها الأقاليم الجنوبية للمغرب، مشددة على أن هذا “الحدث التاريخي لم يكن مجرد حدث سياسي، بل كانت بداية مسار طويل من الاستثمار والتنمية الذي جعل من الصحراء منطقة مزدهرة ومتطورة بعد ما يقرب من خمسة عقود”.
مركز للاستثمار والتنمية
و أكدت الصحيفة في تقرير مطول يحمل عنوان “المسيرة الخضراء المغربية: 49 سنة من التاريخ والتنمية”، أنه في “مثل هذا اليوم من عام 1975، استجاب أكثر من 350 ألف مغربي لنداء الملك الراحل الحسن الثاني، وساروا في “المسيرة الخضراء” لاسترجاع الصحراء وتأكيد سيادة المغرب عليها”، مشيرة إلى أنه منذ ذلك الحين، وبعد مرور 5 عقود من التقدم، أرست الأسرة الملكية والحكومات المغربية المتعاقبة الأسس لما أصبحت عليه المنطقة اليوم: مركزًا للاستثمار والتنمية”.
وقالت “أتاليار”، إن “الصحراء المغربية اليوم منطقة مزدهرة ونامية”، مشددة على أن “المسيرة الخضراء لم تكن مجرد تعبير عن مشاعر الوطنية ودليل على تلاحم الشعب المغربي مع العرش العلوي، بل كانت أيضا بداية لمسار الاستثمار ودمج المنطقة في تراب المملكة المغربية”.
منذ اعتماد “مخطط تنمية الأقاليم الجنوبية” سنة 2015، تضيف الصحيفة، “عرف التحول الاقتصادي في الصحراء اتجاها تصاعديا، وبلغ ذروته مع برنامج الواجهة الأطلسية، وهي الخطة التي ستحدث ثورة في اقتصادات بلدان الساحل الأفريقي”، مشيرة إلى أن “الأمن والاستثمار يشكلان الركيزتين الأساسيتين للبرنامج الذي أعلن عنه الملك محمد السادس، والذي يهدف في جوهره إلى الارتقاء بالصحراء المغربية كبوابة للدول الأفريقية إلى أوروبا وإقامة العلاقات على أساس التعاون جنوب-جنوب مع الغرب من خلال الحوار والاستثمار”.
بوابة الدول الإفريقية إلى أوروبا
وتنظر البلدان الـ23 المطلة على الساحل الأفريقي المطل على المحيط الأطلسي، إلى الجبهة الأطلسية باعتبارها فرصة لتعزيز الاقتصاد وتشجيع الاستثمار الأجنبي واستخدام موانئ الصحراء الكبرى لتجارة المنتجات الساحلية، التي ستوفر لها منفذا إلى المحيط الأطلسي، وفق “أتاليار” الإسبانية، موضحة أنه “بما أن اقتصادات هذه البلدان تمثل 57 في المائة من التجارة الحرة في القارة وتجتذب 60 في المائة من الاستثمار الأجنبي، فإن التعاون المباشر الذي اقترحته الدولة العلوية سيكون أحد أهم الخطوات في التاريخ الاقتصادي للقارة”.
وأكد المصدر ذاته، أن “البنية التحتية والمرافق الأساسية وفرص الاستثمار، تشكل ركائز المنطقة الجنوبية للمملكة التي تتمتع بقوة ونفوذ متزايدين”، مشددة على أن “الصحراء المغربية أصبحت اليوم المحرك الرئيسي للطاقة في البلاد بأكثر من 77 مليار درهم”.
لقد أولت المملكة المغربية، الأولوية لتنمية أقاليمها الجنوبية من خلال إنشاء البنية التحتية الحديثة مثل الطرق والموانئ والمطارات، تؤكد الصحيفة، مبرزة أن “السنوات التسع والأربعون الماضية كانت فترة حافلة بالنشاط، مما أدى إلى تحويل مدن مثل العيون، والداخلة، إلى مراكز حضرية وصناعية وسياحية كبرى”.
وأشارت الصحيفة ذاتها، إلى أنه إلى “جانب ميناء طنجة المتوسط وميناء الناظور، سيستوعب ميناء الداخلة الجديد الغالبية العظمى من حركة الملاحة البحرية في المنطقة، وسيلعب دورا استراتيجيا بالنسبة للمنطقة الغربية من القارة الأفريقية بفضل البنى التحتية الأكثر حداثة من حيث الوصول والبنية التحتية للموانئ”.
مركز الطاقة الشمسية في العالم
“إن الموقع الجغرافي للصحراء المغربية استثنائي، حيث تعد إمكانات الطاقة الشمسية في المنطقة من بين الأعلى في العالم، وهو ما يجعل منها ليس فقط مركزا لإنتاج الكهرباء المملكة، بل أيضا مركزا للطاقة في القارة الأفريقية بأكملها، والدليل على ذلك أن أكثر من 50 في المائة من مشاريع الطاقة في المغرب يتم تطويرها في منطقة الصحراء”. وفق “أتاليار” الإسبانية.
وذكرت الصحيفة الإسبانية، ببعض المشاريع الرئيسية في المنطقة الجنوبية، والتي تشمل “مزرعة الرياح في طرفاية ، ومزارع الطاقة الشمسية الكبيرة، ومراكز الهيدروجين الأخضر، والتي من المتوقع أن تلبي بحلول عام 2030 ما يصل إلى 52 في المائة من احتياجات المغرب من الطاقة”، مضيفة أنه “سيتم دعم كل هذا باستثمار قدره 23 مليار دولار للفترة 2023-2027”.
وبعد مرور سنوات قليلة على تنفيذ خطة التنمية، كان التقدم ملحوظا، وفق “أتاليار”، ليس “فقط في مجال الطاقة، وإنما كان قطاع السياحة المستفيد الرئيسي من الاستثمارات”، موضحة أنه “بفضل سواحل الصحراء المغربية الممتدة لأكثر من 300 كيلومتر ومدنها الساحلية الكبيرة مثل الداخلة، جذبت عشاق السياحة والسفر، خاصة راكبي الأمواج” مردفة أنه “في عام 2023 وحده، تم افتتاح 135 وحدة فندقية جديدة، لتنضم إلى أكثر من 150 سلسلة فندقية تعمل في المملكة، وهو نمو تدريجي على مدى العقد الماضي، والذي تم تعزيزه بتحسن سنوي في الأرقام”.
النهوض بالقطاعات الاجتماعية
لقد أصبح المجتمع المدني أكثر نشاطا في الصحراء المغربية، وذلك بفضل الاستثمارات في التعليم والتدريب المهني التي تضمن مستقبلا للشباب في المنطقة، بحسب الصحيفة الإسبانية، مشددة على أن “إنشاء الجامعات والمدارس الفنية التي تتناسب مع احتياجات الاقتصاد المحلي، ساهم في تحقيق أهداف السكان المحليين خاصة فئة الشباب”.
وتهدف سياسة التعليم إلى تعزيز تكافؤ الفرص، من خلال برامج خاصة بالفتيات والسكان في المناطق القروية، مما يساهم في الإدماج الاجتماعي الحقيقي، وكان “أحد الأهداف الرئيسية للمغرب هو دمج البعد الاجتماعي وحقوق الإنسان”. يضيف المصدر.
وفي الأخير، شددت صحيفة “أتاليار” الإسبانية على أن زيادة الدعم لمبادرة، الحكم الذاتي التي اقترحتها المملكة سنة 2007، والمساندة الكبيرة للمغرب من الدول العظمى في هذا الملف، مثل الولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا وألمانيا وفرنسا، والعديد من الدول الاسكندنافية والعربية والإفريقية وأميركا اللاتينية تعكس حقيقة مفادها أن الدبلوماسية هي السبيل الوحيد للتفاهم.