24 ساعة-عبد الرحيم زياد
في فعل بطولي مؤثر، أظهر شاب مغربي عشريني شجاعة استثنائية بإنقاذ جيرانه من حريق ضخم اندلع في منزلهم ببلجيكا، مما جعله محط أنظار وسائل الإعلام والجمهور البلجيكي.
في ذات الصدد، اوردت صحيفة “News Day FR Trends” أن الشاب المغربي، الذي يدعى يونس أݣرام، قد قرر بعد نشوب الحريق في منزل الجيران، تسلق شرفة المبنى وهو في أوج احتراقه، لمساعدة العالقين داخل المنزل، متحديا بذلك النيران والحرارة الشديدة.
وقال المهاجر المغربي في تصريح قدمه لصحيفة “La Dernière Heure” البلجيكية، أنه تعرض خلال محاولته إنقاذ جيرانه لحروق وإصابات، قائلا: “أحرقتُ يديّ وأنا أمسك بالسور المعدني للشرفة، الذي كان ساخنا للغاية بسبب الحريق”.
وأضاف المتحدث ذاته للصحيفة البلجيكية أنه تمكن من إخراج شخص عبر النافذة، فيما ساعد آخرين على القفز من الشرفة، قائلا: “لحسن الحظ تم بسط غطاء لتخفيف حدة السقوط”.
وذكر نفس المصدر أن إصابة يونس أݣرام لم تقتصر فقط على الحروق، بل تعرض أيضا لكسر في أحد أصابع يديه، وتم نقله على إثر ذلك إلى المستشفى لتلقي الرعاية الطبية اللازمة، لافتا إلى أن هذا المهاجر يعيش في بلجيكا في وضعية صعبة بشكل غير قانوني إذ لا يتوفر على وثائق الإقامة، ويعتمد على دعم إحدى الجمعيات الخيرية في بروكسل.
وعقب تناقل مجموعة من المنابر الإعلامية خبر إنقاذ مهاجر غير نظامي لمواطنين بلجيكيين من منزل محترق، طالب عدد مهم من الناشطين الحقوقيين وأفراد الجالية المغربية المقيمة في الديار البلجيكية، بمساعدته على تغيير وضعه غير القانوني ومنحه الإقامة تكريما لشجاعته، مؤكدين أنه يستحق ذلك وأن المجتمعات الأوروبية في حاجة لمثل هذه النماذج الجيدة.
وقد نوه أحد أصدقائه بالشجاعة التي أبان عنها المهاجر المغربي حين خاطر بحياته لإنقاذ أرواح أخرى، قائلا: “يونس يستحق الحصول على أوراق الإقامة، رغم أن تدخله البطولي كان إنسانيا، ولم يكن بدافع تغيير وضع إقامته”.
وأشارت الصحيفة إلى أن فرق الإنقاذ تمكنت بعد وصولها من إخراج شخصين، أحدهما من على السطح والآخر من الطابق الثالث، بينما تم إنقاذ شخصين آخرين من الطابق الأول ومن مدخل شقة في الطابق الثالث، موضحة أنه تم العثور بعد إخماد الحريق ثلاثة جثث داخل المبنى، يُعتقد أنها تعود لامرأتين وطفل.
وبدوره، صرح والتر ديريو، المتحدث باسم جهاز الإطفاء في بروكسل، بأن “الضحايا ربما حاولوا الفرار عبر الدرج الذي كان مليئا بالدخان والنيران”، بينما أعلن مكتب المدعي العام في بروكسل عن فتح تحقيق للكشف عن أسباب وملابسات هذا الحريق المأساوي، الذي هز المنطقة وأثار تفاعلا واسعا.