الدار البيضاء-زينب لوطفي
يُعد هذا الحوار فرصة لاكتشاف مسيرة أحد أبطال الشطرنج المغاربة والحديث هنا عن ياسين رفيق، الذي خاض تجربة استثنائية في بطولة العالم للشطرنج باليونان.
هذه البطولة لم تكن مجرد منافسة، بل كانت محطة مليئة بالتحديات والدروس، وفرصة لرفع العلم المغربي على الساحة الدولية وهو ما نجح فيه ابن مدينة آسفي في فئة أقل من 1700 التي ضمت 81 من مختلف الجنسيات.
ياسين رفيق توج بمجموع نقاط 7.5، حيث حقق الفوز في 7 مباريات، وتعادل في مباراة واحدة، وتعرض للهزيمة في مباراة واحدة فقط. هذه النتائج مكنته من احتلال المرتبة الأولى عالمياً في فئته، مما يعد إنجازاً استثنائياً للمغرب ولمدينة آسفي.
في هذا الحوار، يشاركنا ياسين رفيق البطل المغربي قصته مع الاستعدادات، والصعوبات التي واجهها، وطموحاته للمستقبل، مقدمًا رؤى ملهمة لكل من يسعى لتحقيق أحلامه في عالم الشطرنج.
في البداية نود أن نعرف كيف كانت تجربتك الأولى في بطولة دولية بحجم بطولة العالم للشطرنج؟
تجربتي كانت مليئة بالحماس والتحديات، وأعتبرها واحدة من أهم المحطات في مسيرتي الشطرنجية حتى الآن. المشاركة في بطولة بهذا الحجم منحتني فرصة مواجهة لاعبين متمرسين من مختلف الدول، مما ساهم في زيادة خبرتي وثقتي. صحيح أنني شعرت ببعض الضغط في البداية، لكنه سرعان ما تحول إلى إصرار على تقديم أفضل ما لدي.
هل كانت لديك توقعات معينة حول النتائج التي قد تحققها؟
بصراحة، كنت مدركًا أن المنافسة ستكون شديدة، وهدفي الأساسي كان تمثيل وطني بشكل مشرف وتحقيق إحدى المراتب العشرة الأولى، بالإضافة إلى الاستفادة من التجربة وتطوير مهاراتي. ومع تقدم المباريات وزيادة ثقتي بنفسي، بدأت أشعر بإمكانية تحقيق نتائج مميزة. والحمد لله، تمكنت من الفوز باللقب ورفع علم المغرب على منصة التتويج.
ما هو شعورك بعد تحقيق هذا الإنجاز التاريخي ورفع العلم المغربي على منصة التتويج؟
الشعور لا يوصف! إنه فخر وشرف كبير لي أن أتمكن من تمثيل وطني ورفع علمه في بطولة عالمية. لحظة تتويجي كانت إنجازًا مشتركًا لي ولوطني وللجامعة الملكية المغربية للشطرنج، ولعائلتي وكل من دعمني. أتمنى أن يكون هذا الإنجاز بداية لمزيد من النجاحات للشطرنج المغربي، وأن يكون مصدر إلهام لكل من لديه حلم. وأشجع الجميع على الاجتهاد والمثابرة لتحقيق أهدافهم.
كيف كانت استعداداتك للبطولة؟
استعديت بجدية كبيرة لهذه البطولة، حيث كنت أتدرب يوميًا على التكتيكات والاستراتيجيات، وأهتم بالتحضير الذهني والنفسي. عملت بشكل مستمر على تحليل مبارياتي السابقة ودراسة بعض مباريات الأساتذة الدوليين لتعلم أساليب جديدة وتقنيات أكثر فعالية.
هل واجهت تحديات معينة أثناء التدريب أو خلال المسابقة؟
نعم، واجهت تحديات بدنية وذهنية، خاصة مع طول المباريات وشدة المنافسة. من أبرز التحديات كان إدارة الضغط النفسي، خصوصًا في الجولات الحاسمة والمباريات الماراثونية التي امتدت أحيانًا إلى حوالي خمس ساعات. لكنني تعلمت كيفية التغلب على هذه التحديات من خلال التركيز والانضباط. وبهذه المناسبة، أود شكر الجامعة الملكية المغربية للشطرنج على دعمها ومتابعتها لي طيلة البطولة، وكل أصدقائي وأقاربي على تشجيعاتهم المستمرة.