24 ساعة ـ متابعة
تزداد حدة ظاهرة “الهجرة الصامتة” في فرنسا، حيث يختار عدد متزايد من الشباب، وخاصة من أصول مهاجرة، مغادرة البلاد بحثًا عن مستقبل أكثر إشراقاً في أوطان أجداده.
وتؤكد ظاهرة “الهجرة الصامتة” المتزايدة في فرنسا على صعوبة اندماج الشباب من أصول مهاجرة، حيث يدفعهم التمييز والظروف الاقتصادية الصعبة إلى البحث عن فرص أفضل في بلدان أجدادهم، كما هو حال كنزة، الشابة الفرنسية المغربية التي تفكر جدياً في مغادرة باريس.
وحسب موقع “فرانس 24” فان ظاهرة ”الهجرة الصامتة”، وهي تزداد عامًا بعد عام. كنزة، وهي شابة فرنسية-مغربية تبلغ من العمر 25 عامًا وتعمل كمستشارة في التأثير الاجتماعي، تفكر في مغادرة باريس.
ويورد المصدر انه وخلال أكثر من 10 سنوات، أجرى الأكاديميون أوليفييه إستيف، أليس بيكار، وجوليان تالبين مقابلات مع 1070 شخصًا، وخلصوا إلى أن المسلمين الفرنسيين، سواء كانوا ممارسين للإسلام أم لا، يجدون صعوبة في تحقيق مكانة لهم في فرنسا، لا سيما مع تصاعد الإسلاموفوبيا في السنوات الأخيرة.
يقول أوليفييه إستيف: “لقد تآكل شعور الانتماء لدى هؤلاء الأشخاص إلى الأمة الفرنسية بسبب ذكريات التمييز الذي تعرضوا له في طفولتهم. ومع ذلك، يظل شعور الانتماء إلى فرنسا قويًا، خاصة عند مغادرتهم البلاد. هذه هي المفارقة: هناك الكثير من الألم”.
عقبات سوق العمل والخطابات العنصرية تدفع جيلًا كاملًا من الشباب نحو الهجرة. تقول كنزة: “غالبًا ما يُذكّروننا بأصولنا، ومع ذلك، كثيرًا ما لا نعرف الكثير عن تلك الجذور. لذلك، تنشأ الحاجة إلى التعرف على هذا الجزء من أنفسنا، والاستجابة لنداءات بلدنا الأصلي، والإقرار بأننا لا نعرفه كثيرًا. وهذا ما يوقظ الرغبة في المغادرة”.
و يؤكد ذات المصدر ـن جائحة كوفيد-19 وما تلاها من ارتفاع التضخم بسبب الحرب في أوكرانيا بشكل كبير على الاقتصاد الفرنسي، حيث تجاوز العجز العام 5% هذا العام.
وفي ظل محاولات حكومة إيمانويل ماكرون إقرار ميزانية تقوم على تخفيضات تاريخية بقيمة 60 مليار يورو، يشعر الشباب بقلق متزايد إزاء سوق العمل الذي أصبح أقل تنافسية مع رواتب بالكاد تسمح بالادخار. وهذا الوضع يؤثر بشكل مباشر على الفئات الأكثر هشاشة، التي تعاني من التمييز في العمل بسبب مظهرها أو أسمائها أو أصولها.