الرباط-عماد مجدوبي
أوردت صحيفة ”الباييس” الإسبانية البارزة، إن المملكة المغربية أعلنت عن تعزيز إجراءاتها الأمنية على طول الحدود المشتركة مع الجزائر.
وأوضحت الصحيفة أن هذا الإعلان، جاء على لسان رئيس أركان الدفاع المغربي، عبد اللطيف لوديي، الذي أكد على ضرورة تعزيز المراقبة على الشريط الحدودي، وذلك من خلال نشر أنظمة مراقبة متطورة تشمل أجهزة استشعار زلزالية ورادارات وطائرات بدون طيار.
وأرجعت مصادر مغربية، وفق ذات الصحيفة، هذا التحرك إلى ما وصفته بـ”بوادر تهديد” من الجارة الشرقية، في ظل تزايد التوترات الإقليمية وتغير المعادلات الدولية، خاصة بعد إعادة انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأبرزت أن الرباط تحذر من وجود ”بوادر” على تهديد جزائري بهدف الانتقال من الصراع الإقليمي إلى المواجهة المباشرة.
وتشتد حدة التوتر على الحدود بين الجزائر والمغرب، المغلقة منذ 25 عاما، بحسب الصحيفة دائما، بعد إعادة انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، الحليف الرئيسي للرباط.
وزير الشؤون الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، كان قد حذر خلال جلسة أمام مجلس النواب من تصاعد نبرة التصعيد الصادرة عن الجزائر، معتبرًا أن هناك مؤشرات تدل على نية دفع المنطقة نحو مواجهة مسلحة.
وقال بريطة أثناء مناقشة الميزانية الفرعية لوزارة الخارجية داخل بمجلس النواب، إن هناك أطرافًا تسعى إلى تأزيم الوضع الإقليمي، ملمحًا بشكل مباشر إلى الجزائر التي تبنت في الآونة الأخيرة خطابًا قد يؤدي إلى تصعيد خطير.
كما أشار إلى الوضع الدولي المتوتر حاليًا، حيث تنتشر نحو 39 نزاعًا مسلحًا عالميًا وتتزايد أنشطة أكثر من 200 جماعة مسلحة، الأمر الذي فاقم الأوضاع الاقتصادية وتسبب في خسائر هائلة قدرت بـ17 تريليون دولار.
وأكد بوريطة أن الجزائر تخطو نحو التصعيد في سياق عالمي يتطلب التعاون وضبط النفس لمواجهة التحديات المشتركة. واعتبر أن المنطقة المغاربية تعاني بطبيعتها من هشاشة أمام التوترات الجيوسياسية المتزايدة.
وأضاف الوزير أن هذا التصعيد الجزائري يعكس رغبة في مواجهة النجاحات التي يحققها المغرب على الصعيد الدولي، خاصة بعدما تمكن من تعزيز مكانته بشأن قضية الصحراء المغربية، حيث ازدادت الاعترافات والدعم من شركاء إقليميين ودوليين.
ويرى بوريطة أن هذه الاستراتيجية الجزائرية قد تكون محاولة لتهدئة الضغوط الداخلية التي تواجهها البلاد، حيث تواجه الجزائر أزمات تتطلب إصلاحات عاجلة تلبي احتياجات مواطنيها بدل افتعال توترات إقليمية تزيد من تعقيد المشهد.