وليد المنتصر
كانْ يا ما كانْ. في سالفِ العصر والأوانْ. بلدٌ من البلدانْ.
وكان عنْدهمْ حكومةٌ – يُحكى – وبرلمانْ. ووزيرُ تعليمٍ وفتياتٌ وفِتيانْ. ومرةً تكرَّم الوزيرْ. فَزارَهمْ وَزيرهمْ على كراسي البرلمانْ. فسألوهُ سؤالانْ (الصحيح سؤالين). كيف يا فَهمانْ. نَحمي بناتنا من التحرُّش الجبانْ؟ وكيفَ تفعلُ مع الذكاءِ الاصطناعي في تربيةِ الصبيانْ…
قالَ: افتحوا القوسانْ (الصحيح: اِفتحوا القوسين). ثم تلاَ شيئاً يحير الرُّكبانْ.
قال: اسمعوني يا فتيان، سوف أجيب على سؤالكم بُعَيْدَ آنْ.
سوف أعود إلى أوراقي وصفوتي لكي نُدبِّج البيانْ.ثم أجيبكم كتابةً، فالشفوي – كما قالتِ العربْ – لا يترك البرهانْ.
فترك َالجمعَ مُندهشا من صدمةٍ غير مسبوقةٍ من سالف الأزمانْ.
وترك الناس يدها على خدودها من ضنك الخذلانْ.
لقد هوَى أبناؤنا في وهدةٍ من الجهل المريع والهوانْ، في حفرةٍ بلا عنوانْ.
وقال قائلٌ: إذا كان الوزيرُ لا يستطيعُ نُطقَ جملةٍ، فكيف يا ربي يعلِّم الصبيانْ؟
انتظروا – إذن – أن يهْربَ الجميعُ من بوابة “الفُنَيْدِقِ” الغلبانْ،
أو يعرضوا على الوزير مقعدافي إحدى مدارس الإنقاذ، وينجدوه – بلا إبطاء – بالعنوانْ.
لقد سما إلى أفهامنا بأننا – كما تفوه الزعيمُ مرة –”نستحق في بلادنا أفضل” من وجوهكمْ وها هو البرهانْ.
أما أنت يا قارئي فلا تحسبْ للحظةٍ بأنني أقصُّ قصةً عن مغربِ الأوطانْ.
أنا أحكي يا قارئي هنا عن بلدٍ أصبحَ اسمهُ – منذ اعتلاهُ الجهلُ – “مارستان”.