الدار البيضاء-أسماء خيندوف
تتوالى خيبات الجزائر وصنيعتها البوليساريو، في ظل الانتصارات المتتالية للدبلوماسية المغربية، بعد الاعترافات الوازنة للمنتظم الدولي بسيادة المغرب على صحرائه، ودعمه لمبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد لإنهاء النزاع المفتعل.
آخر الضربات الموجهة للأطروحة الوهمية جاءت من الإكوادور التي أصدرت توجيهاتها لممثلي الكيان المزعوم على أراضيها بمغادرة البلاد، وقامت بإزالة علم الكيان الوهمي من المقر الذي كان يستخدمه كمكتب لتمثيلته في العاصمة الإكوادورية كيتو.
وقد تم إبلاغ الانفصاليين بعدم العودة إلى المكتب وأمروا بمغادرة البلاد بأسرع وقت ممكن. كما تم حذف اسم ” الجمهورية الوهمية ” من القائمة الرسمية للدول التي لها تمثيل دبلوماسي معتمد في العاصمة الإكوادورية كيتو، كما هو موضح على الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الإكوادورية.
و بهذا القرار، تكون الإكوادور قد نفذت عمليًا قرارها بتعليق علاقاتها الدبلوماسية مع الكيان المسمى “الجمهورية الصحراوية”.
وكانت الإكوادور قد أعلنت بشكل رسمي عن تعليق اعترافها بالجمهورية الوهمية يوم الثلاثاء 22 أكتوبر الماضي، وهو ما أبلغته وزيرة الخارجية غابرييلا سومرفيلد إلى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة.
وفي هذا الصدد قال خالد الشيات أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية في جامعة محمد الأول بوجدة، في تصريح لجريدة “24 ساعة” ، أن هذا القرار يعد بمثابة رسالة واضحة من دولة عضو غير دائم في مجلس الأمن إلى جميع الأطراف، مفادها أن مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو الحل السياسي الوحيد والنهائي لهذا النزاع الإقليمي المفتعل، في ظل التحديات الجيوسياسية المتعددة التي تهدد العملية السياسية برمتها بالعودة إلى نقطة الصفر.
وأكد على أن المغرب، يواصل منذ سنوات تنفيذ عملية استراتيجية كبرى تهدف إلى محاصرة جبهة البوليساريو، من خلال حملة دبلوماسية هادئة ودقيقة تركز على استهداف النقاط الأساسية التي تعتمد عليها آلة التضليل في الترويج لمقترح الانفصال.
ويشمل ذلك بشكل خاص الدول في أمريكا اللاتينية التي تشهد تعاطفاً كبيراً مع التوجهات اليسارية، مثل المكسيك وكولومبيا وفنزويلا والإكوادور .
وأشار المختص على أن هذا الموقف لا يعد مكسبا دبلوماسيا للمغرب فحسب، بل يشكل أيضا انتكاسة للطرح الانفصالي الذي كان يعتبر أمريكا اللاتينية من أبرز معاقله التقليدية التي راهن عليها في السنوات الأخيرة لإثبات وجوده على الساحة السياسية، خاصة بعدما بدأ يفقد معاقل أخرى، لاسيما في إفريقيا.
كما شدد على أن الإكوادور تعتبر من أهم الدول المؤثرة في الوضع الجيوسياسي بأمريكا اللاتينية حاليا، ولها حضور فاعل في مجموعة من المنظمات الإقليمية والدولية. مشيرا إلى أن الإكوادور كانت قد اعترفت بالجمهورية الوهمية سنة 1983 وفتحتها سفارة لها بالعاصمة كيتو سنة 2009.
واعتبر أن هذه المواقف المتتالية لدول أمريكا الجنوبية المساندة للحكم الذاتي، ستكون حافزا أمام الدول القليلة التي مازالت تعرف بالجمهورية الوهمية بسحب اعترافها بها.
والجدير بالذكر أن جمهورية بنما، التي كانت أول دولة لاتينية تعترف بجبهة البوليساريو الإنفصالية، قررت بدورها أمس الجمعة، تعليق اعترافها بالجبهة في خطوة مفاجئة تعتبر ضربة سياسية قاسية لهذه الجبهة التي تواجه تراجعا كبيرا في الاعترافات الدولية بها في السنوات الأخيرة.