الرباط-عماد مجدوبي
أثار اختفاء الكاتب الجزائري الفرنسي الشهير بوعلام صنصال، بعد اعتقاله في مطار الجزائر العاصمة، موجة من القلق على المستويين الوطني والدولي.
وأوردت وكالة الأنباء الفرنسية (أ.ف.ب)، عن تصاعد القلق في فرنسا بشأن اختفاء الكاتب صنصال، ما دفع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى إبداء تخوفه بعد ورود تقارير تفيد باعتقال الكاتب الحائز على جوائز أدبية في الجزائر السبت الماضي.
بوعلام صنصال، الذي يعتبر واحداً من أبرز أصوات الأدب الحديث المكتوب باللغة الفرنسية، عُرف بمواقفه الجريئة في مواجهة الاستبداد والإسلاموية، وبإعلائه لحرية التعبير.
وقد أكدت وسائل إعلام فرنسية، بينها أسبوعية ماريان، أن الكاتب، البالغ من العمر 75 عامًا والذي حصل هذا العام على الجنسية الفرنسية، ألقي القبض عليه في مطار الجزائر العاصمة أثناء عودته من فرنسا. غير أن وكالة الأنباء الجزائرية تحدثت باقتضاب عن “توقيف” الكاتب دون الخوض في التفاصيل أو الكشف عن حيثيات الموقف.
من جانبه، أوضح مصدر في مكتب الرئيس ماكرون، فضل عدم الكشف عن هويته، لـ ”أ.ف.ب”، أن الرئيس “يشعر بقلق كبير إزاء اختفاء صنصال” وأن الأجهزة الحكومية الفرنسية في حالة استنفار لفهم ملابسات الوضع.
بدأ صنصال مسيرته الأدبية سنة 1991 وتناول في أعماله قضايا حاسمة مثل أحداث العشرية السوداء التي شهدتها الجزائر في تسعينيات القرن الماضي. لم يقتصر موقفه على معارضة الإسلاموية داخل بلده، بل حذر أيضًا من تأثيرات “التأسلم التدريجي” في فرنسا.
وقد نال سنة2015 جائزة الأكاديمية الفرنسية الكبرى للرواية عن كتابه ”2084 نهاية العالم”، وهو عمل بائس، مستوحى من رواية جورج أورويل “1984”، التي يدين فيها التهديد الذي يشكله التطرف الديني على الديمقراطيات، متخيلا الإسلاموية في السلطة.”، الذي تأثر فيه برواية جورج أورويل الشهيرة “1984” ، متخيّلاً سيناريوهات إسلاموية على رأس السلطة.
هذه الرؤية جعلته شخصية محببة لبعض أوساط اليمين الفرنسي المتطرف، ما أثار بدوره تباينات بين هذه التيارات وسياسات ماكرون.
إلى جانب الرئيس الفرنسي، عبّر ناشره، دار غاليمار، عن “قلقه العميق” وطالب الجمعة المنصرم بـ”الإفراج الفوري” عن صنصال بعد اعتقاله من قبل السلطات الجزائرية.