24ساعة-متابعة
في ظل التغيرات التي تشهدها السياسات الاقتصادية الأوروبية، يبرز المغرب كوجهة مثالية للشركات التي تسعى للتكيف مع هذه التغيرات والاستفادة من الفرص المتاحة.
في هذا السياق، قالت صحيفة “أتاليار” الإسبانية إن “تحول سلاسل التوريد العالمية ليس مفهوما جديدا، ولكن الجائحة والتوترات الجيوسياسية الأخيرة أدت إلى تسريع اتجاه واضح، وهو التوسع في المناطق القريبة”، مشيرة إلى أن “المزيد من الشركات الأوروبية تتطلع إلى نقل إنتاجها إلى البلدان القريبة، مما يقلل المخاطر والتكاليف اللوجستية وبصمتها الكربونية”، مشددة على أن “المغرب يقع في قلب هذه الديناميكية، حيث يضع نفسه كحليف استراتيجي لأوروبا”.
وفي جوابها على سؤال حول “أسباب اختيار الشركات الأوروبية الإستثمار في المغرب”، أوضحت الصحيفة أن “المملكة تجمع بين البنية التحتية الحديثة، كميناء طنجة المتوسط، الرائد في الربط البحري في البحر الأبيض المتوسط، بالإضافة إلى اتفاقيات التجارة الحرة مع أوروبا وأمريكا وأفريقيا”.
وشهدت قطاعات مثل السيارات والنسيج والطيران، يضيف المصدر “طفرة كبيرة، مع أمثلة بارزة مثل شركات رينو وستيلانتس وسافران، التي وجدت في المغرب التوازن المثالي بين القدرة التنافسية والقرب”.
وبالإضافة إلى ذلك، يعزز الاستقرار السياسي والاقتصادي، إلى جانب الحوافز الحكومية، بحسب “أتاليار” جاذبية المملكة كوجهة للاستثمار”، مبرزة أن “النموذج المغربي يسمح لشركات النسيج والسيارات المتعددة الجنسيات بتكييف إنتاجها بطريقة سريعة ومستدامة، بما يتوافق مع معايير الجودة والاستدامة الأوروبية”.
وشددة الصحيفة الإسبانية ذاتها، على أن “القرب من النقل لا يفيد الشركات فقط”، مؤكدة أن “المغرب يعمل على توليد فرص عمل ماهرة وتنمية صناعية، مما يعزز الاقتصاد المحلي، حيث تمثل هذه الظاهرة فرصة لتنويع سلاسل التوريد الأوروبية ومثالا على الكيفية التي يمكن بها للتجارة الدولية أن تعزز التنمية الإقليمية”.
ووفق الصحيفة فإن “المغرب ليس جارا لأوروبا وبوابتها فحسب، بل شريكا استراتيجيا يدعو إلى الابتكار معا، مع البقاء منتبها للتحديات والشكوك التي تطرحها السوق العالمية المتطورة باستمرار”.