كريمة صنهاجي
أحاول جاهدة أن أفرح كامرأة بعيدي العالمي..وأبتسم وأرد على تهاني الأصدقاء والمعارف…لأنهم هكذا علمونا في الصغر..علمونا الفرح يوم العيد..وبقيت تلك الطفلة بداخلي تأبى الكبر..أفرح كما أبنائي بقدوم الأعياد وأقيم الطقوس…وهو الأمر الذي لم أفلح في إحساسه في ما يسمى بعيد المرأة…!!.
ساورني فضول السؤال وقلق الجواب…ودغدغني بعض الوجع وداعبني بعض الألم.عن أي عيد يتحدثون؟؟!!…أفضلها ذكرى وتذكير بالتضحيات الجسام التي قدمتها المرأة من أجل الحصول على بعض حقوقها الإنسانية….افضلها تذكير بأننا لا زلنا نعاني من ثقافة ذكورية في كل حركة وسكون..نعاني من حيف وميز في كل مناحي الحياة..على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والقانوني.
الاحتفاء باالمرأة يوما خلال السنة هو تأكيد على أنها الحلقة الضعيفة في المعادلة الكونية…وهي الثقافة التي ورثناها والتي نورثها بدورنا إن بوعي أو عن غير وعي منا…!!!
دعوني أمرر رسالة من هنا الى كل من سيقرأ هاته الكلمات الشاردات لأن بالخاطر كلام لا يخط وبالحلق حنق لا يلامس بل يحس..
دعوني أقول لكم أنا المرأة التي لا تحس بالأمان في دربات هذا الوطن إن سلكت طريقا مضيئا مشيا…خوفا من اعتداء أحدهم…وحتى ان سلكت طريقا بسيارتي أشدد غلق الابواب وايضا خوفا من اعتداء احدهم…!!!
انا المرأة التي ليس من حقي أن تتملكني رغبة في المشي جنب البحر وحدي ليلا او حتى نهارا احيانا….!!!
انا المرأة التي تلعب بدل الدور أدوارا ويطلب منها دوما المزيد…تسهر على راحة الجميع وقليييلا جدا ما يفكر أحدهم مرة في راحتها…!!!
انا المرأة التي إن رغبت في ممارسة السياسة او العمل الجمعوي او الرياضة او الفن او حتى متابعة الدراسة…عليها أن تناضل وتكابر …ويقال لها …لك ذلك، لكن فقط وفقي بين واجباتك المنزلية وعملك واهتماماتك…عجبي..!!!
انا المرأة التي صارت أشبه بكائن آلي لا تهدأ ولا تكل ولا تمل…
أنا المرأة التي تريد تجاوز نظراتهم لها جسد يتساقط حوله اللعاب وتتحرك له الغرائز…وتظل تناضل من أجل أن تثبت لهم أنها الإنسان بصيغة المؤنث…بأنها الجسد والفكر…بأنها تضاريس ناعمة لامرأة..ونصف وطن باحث عن ترانيم الحرية…بأنها السماء حينما يكون الانسان بصيغة المذكر ارضا…وأنها النجم حينما يكون قمرا…وانها البحر والشعر والنثر…بأنها المكمل لا الند.
أنا المرأة أقولها وأعترف اأني حينما أتيه بين فصول القانون أجدني منقوصة الحقوق…وحينما استمع الى محللي النص الديني اجدني منقوصة العقل والدين…!!! وحينما أتأمل المشهد السياسي أجدني أناضل من أجل الاستحقاق وليس من أجل تأثيث وتزيين الصالونات واللقاءات..
ربما يقول قائل أن وضعية المرأة ليست بالشكل القاتم الذي وصفت وأننا قطعنا أشواطا وحققنا تقدما على مستوى الحقوق والحريات…سأرد وأقول أنني أتفق…ولكن وضعها ايضا ليس بالمريح..به ما يبعث عن القلق أكثر…وسأظل أتساءل دوما: المرأة إنسان في الأصل،فلم التمييز من الأصل…؟؟ وبدل النضال من أجل حقوقنا الإنسانية رجل وامرأة، نضيع الكثير من الجهد بين ما هو حق نسائي وحق رجالي…!!! ونتيه في صراعات وهمية ندية بين الرجل والمرأة…والواقع ان في وجودهما الكمال وليس التضاد والفصال…!!
شاعرة