حوراء استيتو ــ الرباط
بمناسبة العيد العالمي للمرأة الذي يصادف الثامن مارس من كل سنة، أجرت جريدة “24ساعة”، حوارا مع وئام المحرشي أصغر برلمانية مغربية، كشفت خلاله ولأول مرة، عن العديد من الخبايا والتفاصيل حول حياتها الشخصية والعملية والدراسية، كما تحدثت في هذا الحوار عن أهدافها وكيفية دخولها عالم السياسة عبر بوابة البرلمان بألوان حزب “الأصالة والمعاصرة”.
وفي ما يلي نص الحوار:
من تكون وئام المحرشي؟
وئام الحرشي هي فتاة عادية تدرس في مستوى السنة الثانية بشعبة التسيير والتدبير بمؤسسة خاصة، وترشحت عبر لائحة محلية في دائرة وزان، وتمكنت من الحصول على مقعد برلماني بنسبة 25 ألف صوت.
هل كان حلم دخولك لعالم السياسة يراودك منذ الصغر أو أن الامر جاء بمحض الصدفة؟
صراحة، أنا عشت وترعرت في بيت سياسي، فمنذ سنة الثامنة كنت أحضر اجتماعات حزبية داخل البيت، وبالتالي تولدت لدي أفكار حول قضايا سياسية، رغم صغر السن، كما أن المواضيع التي نناقشها داخل البيت ووسط العائلة، كان لها طابع سياسي، وهذا كان سببا كبيرا في تعلقي بالحقل السياسي.
ما هو شعور وئام المحرشي وهي تتحمل مسؤولية مدينة بأكملها؟
هذا تكليف وليس تشريف، واعتبرها مسؤولية كبيرة أن أحمل على عاتقي قضايا وهموم المواطنين والمجتمع القروي، والساكنة الوزانية بصفة عامة، فالعديد من المواطنين يتخبطون في مشاكل التمدرس والجفاف والطرقات والصحة والبطالة، إضافة إلى قضايا المرأة القروية التي لازالت مهمشة وتفتقر إلى أبسط الحقوق، وهذه مشاكل أحاول جاهدة حلها خلال ولايتي هاته.
ما هي الصعوبات التي تواجهك كبرلمانية شابة؟
من أهم الصعوبات، هو أننا نعيش فترة عطالة برلمانية، كما يمكن أيضا أن نقول أن صغر سني قد يخلق بعض الصعوبات، لكن بالحكمة والعزيمة والإرادة أستطيع تجاوز هذه العقبات، خاصة وأن قرار ترشحي كان قرارا شخصيا، بحكم معرفتي الكبيرة بالمشاكل التي تعانيها منطقة وزان مما دفعني إلى الترشح من أجل محاولة حل هذه المشاكل أو التقليص منها.
الكثير من المغاربة، يقولون إن وئام المحرشي لا تستطيع اتخاذ قرارات سياسية إلا بعد أخذ رأي عائلتها، هل هذا صحيح؟
“حتى واحد ما تخلق معلم”، لكن كما قلت سلفا فأنا اعتمد على عزيمتي وإرادتي خاصة وأنني ترعرعت في بيت سياسي منذ نعومة أظافري، وبالتالي فأنا أملك من المعطيات ما يُمكِّنني من مساعدة منطقتي، وأكثر من ذلك فأنا لم أتخذ هذا القرار إلا بعد أن تيقنت بأنني قادرة على تحمل مسؤولياتي.
خلاصة القول، قرار ترشحي والعديد من القرارات أتخذها بشكل فردي.
ماذا يمكن لوئام المحرشي تقديمه للمرأة عامة والنساء الوزانيات على وجه الخصوص؟
اليوم العالمي للمرأة، هو مناسبة لاستحضار التحديات والمنجزات التي حققتها المرأة على الصعيد العالمي والعربي والوطني، حيث نرى أن المرأة تكافح وتساهم في جميع المجالات سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وفنيا..
وأتمنى أن نتمكن من تحقيق مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة، لأنه رغم توفر المغرب على ترسانة قانونية قوية ودستور حديث إلا أننا نرى بأن المرأة لم تحقق ما تطمح إليه، وبالمقابل، تمكنت المرأة المغربية من الولوج للبرلمان سواء عن طريق اللائحة الوطنية أو المحلية لكن لازالت هناك بعض الصعوبات تتجلى أساسا في كون العنصر النسوي غير مرغوب فيه في العالم القروي، وهو تحد يواجه المرشحة.
المرأة المغربية، استطاعت أيضا الولوج إلى مناصب المسؤولية وهو أمر يثلج الصدر أن نرى وزيرات وعاملات وبرلمانيات، هذا فخر كبير للنساء المغربيات.
هذه مناسبة لأدعو فيها جميع الفاعلين من أجل وضع يد في يد لتحقيق هدف واحد وهو المساواة بين الجنسين.
هل يأخذ العمل السياسي كامل وقتك الدراسي؟
استطعت أن أوازن بين وقت الدراسة والسياسة، فعندما أكون داخل الفصل وأمام الاستاذ فأنا أصب كامل تركيزي على دراستي، حتى أتمكن من تحقيق هدفي من هذه الدراسة.
وما هو هدفك من الدراسة؟
أنا ككل امرأة لكي تكون فاعلة في المجتمع يجب أن تتوفر على رصيد ثقافي ومعرفي وعلمي سيساعدها في حياتها.
هل يمكن لوئام المحرشي الإستغناء عن الرجل في حياتها السياسية والعملية؟
نعم، فالمرأة هي نصف المجتمع، وإذا تحققت المساواة بين الجنسين فأكيد أننا سننهض بهذا المجتمع.
بمناسبة 8 مارس، ماذا تريد وئام المحرشي قوله للنساء المغربيات؟
أتمنى لهن تحقيق كل متمنياتهن، وطموحاتهن، أقول لجميع النساء المكافحات والمناضلات عيد سعيد.