24 ساعة-أسماء خيندوف
كشفت تحقيقات صحفية عن تصاعد استغلال القاصرين المغاربة والمهاجرين غير النظاميين في شبكات تهريب المخدرات بالعاصمة البلجيكية بروكسيل.
وأكد التحقيق، الذي نشره موقع “RTBF Actus“، أن عصابات المخدرات باتت تلجأ بشكل متزايد إلى فئات اجتماعية هشة لتأمين انتشارها، وسط تصاعد أعمال العنف التي تخلفها حروب السيطرة على نقاط البيع.
ووفق المعطيات ذاتها، تستغل هذه الشبكات منصات التواصل الاجتماعي، مثل تيليغرام وواتساب وسيغنال، لاستقطاب الأطفال القادمين من أحياء فقيرة أو من دول شمال إفريقيا، وعلى رأسها المغرب. كما يعرض على هؤلاء القاصرين مبالغ مالية مغرية مقابل الانخراط في عمليات توزيع المخدرات، في ظروف قاسية تهدد حياتهم وسلامتهم.
وصرح إريك غاربار، مدير مركز مكافحة الاتجار بالبشر في الشرطة الفيدرالية البلجيكية، أن العصابات الإجرامية تستهدف نوعين من القاصرين: المحليين المقيمين في أحياء مهمشة، والقادمين بشكل غير قانوني إلى بلجيكا، مبرزا أن الاستغلال يتم بشكل منظم مستغلا أوضاعهم الاجتماعية الصعبة.
سلط التحقيق الضوء على حالة “مهدي”، اسم مستعار لطفل مغربي وصل إلى بروكسيل وعمره لا يتجاوز 12 سنة، حيث وقع فريسة في أيدي شبكة إجرامية أجبرته على بيع الكوكايين تحت تهديد التشرد والاعتداء الجسدي.
وروى مهدي، في تصريحات لموقع “RTBF Actus”، أنه كان يتقاضى مبالغ زهيدة مقابل المخاطرة بحياته، قبل أن يتم ضربه وتخديره بالأدوية حينما حاول الانسحاب.
وأفاد نفس المصدر بأن الظاهرة طالت أطفالًا لا تتجاوز أعمار بعضهم ثماني سنوات، في غياب تام للحماية القانونية، مما يجعلهم عرضة سهلة للاستغلال. وأظهرت إفادات مسؤولين اجتماعيين أن غياب مراكز الإيواء وضعف الرعاية الأساسية يدفع الكثير من هؤلاء إلى الارتماء في أحضان الجريمة المنظمة.
من جانبه، أوضح أوليفييه مالينوس، قاضي الأحداث ببروكسيل، أن المؤسسات المعنية بحماية القاصرين تواجه ضغطا هائلا، مع وجود مئات الملفات في قوائم الانتظار، محذرًا من أن تأخر الاستجابة الرسمية يضاعف من فرص انجراف هؤلاء الأطفال نحو شبكات الجريمة.