24 ساعة ـ متابعة
نشرت صحيفة “ABC” الإسبانية تقريرًا صادمًا يسلط الضوء على معاناة أكثر من 30 ألف طفل يعيشون في شوارع مدينة طنجة. حيث يواجهون ظروفًا مأساوية تجمع بين الفقر المدقع، الإدمان، والاستغلال.
و أظهر التقرير أبعاد هذه الأزمة الإنسانية. متهمًا السلطات بمحاولة إخفاء هذه الحقيقة المرة، بينما تُطالب الجمعيات المحلية بتحرك عاجل لإنقاذ هؤلاء الأطفال.
واقع مأساوي في شوارع طنجة
وفقًا للتقرير، يعيش هؤلاء الأطفال، الذين يقل أغلبهم عن 12 سنة، في ظروف غير إنسانية. حيث يتخذون من المجاري وأراضي المقابر القديمة ملاجئ لهم. في طنجة، التي تُعتبر بوابة المغرب نحو أوروبا. تتفاقم معاناة هؤلاء الأطفال بسبب سهولة الوصول إلى المواد المخدرة الرخيصة مثل “البيغامنتو” (الغراء). وهي مادة يستنشقونها للهروب من واقعهم المؤلم. هذا الإدمان يُفاقم من هشاشتهم. مُدخلاً إياهم في دوامة من العنف والاستغلال تجعل إعادة إدماجهم في المجتمع شبه مستحيلة.
شهادات مؤلمة: دوامة العنف والإدمان
يروي محمد، وهو عامل في إحدى الجمعيات المحلية وكان طفلاً مشردًا في السابق، تجربته المؤلمة ويُسلط الضوء على المخاطر التي يواجهها هؤلاء الأطفال يوميًا. يتحدث عن تعرضهم للعنف الجنسي، الاستغلال من قبل مجموعات أكبر سنًا، وحتى الانخراط في الدعارة لتأمين احتياجاتهم الأساسية أو الحصول على المخدرات. يُشير محمد إلى أن العديد من هؤلاء الأطفال يحلمون في البداية بالهجرة إلى أوروبا، لكن هذا الحلم يتلاشى سريعًا ليحل محله واقع الإدمان والاستغلال، مما يُعيق أي أمل في مستقبل أفضل.
مقارنة عالمية: طنجة كمركز للأزمة
قارنت جمعية “الفارو” النشطة في طنجة بين وضع الأطفال في المدينة وأوضاع مماثلة في مدن عالمية كبرى تُعاني من ظاهرة أطفال الشوارع. الجمعية أكدت أن الأطفال في طنجة يتعرضون بشكل متكرر للعنف الجنسي، سواء من أقرانهم أو من المراهقين الأكبر سنًا الذين يسيطرون عليهم. هذه الظاهرة تُظهر عمق الأزمة، حيث يُصبح الأطفال ضحايا لشبكات استغلال تُغذيها الفقر وغياب الحماية الاجتماعية.
صمت السلطات وتحديات المجتمع المدني
اتهم التقرير السلطات المغربية بمحاولة إخفاء هذه الأزمة عن الأنظار، حيث تُمارس ضغوطًا على الجمعيات المحلية والصحفيين لمنعهم من توثيق هذه الظاهرة أو نشرها.
يُشير التقرير إلى أن الحكومة ترفض الاعتراف العلني بالمشكلة، مما يُعيق جهود وضع حلول فعالة. من جانبها، تُطالب الجمعيات المدنية بكسر هذا الصمت الرسمي وتسليط الضوء على معاناة هؤلاء الأطفال. داعية إلى وضع خطط طارئة لإنقاذهم وإعادة تأهيلهم.
أسباب الظاهرة والتحديات المستقبلية
يكشف تقرير “ABC” عن أزمة إنسانية خطيرة تُعاني منها آلاف الأطفال في شوارع المغرب. وخاصة في طنجة، حيث يواجهون الإدمان، العنف، والاستغلال في ظل صمت رسمي مثير للقلق. هذه الأزمة تتطلب تحركًا عاجلاً وشاملاً يجمع بين السلطات. المجتمع المدني، والمجتمع الدولي لتوفير الحماية لهؤلاء الأطفال وإعادة إدماجهم في المجتمع. إن كسر الصمت ومواجهة الحقيقة هما الخطوة الأولى نحو إنقاذ جيل كامل من الضياع، وضمان مستقبل أفضل لهم وللمجتمع المغربي بأسره.