الدار البيضاء-أسماء خيندوف
زار السفير المغربي لدى بريطانيا، حكيم حجوي، يوم أمس الثلاثاء، معهد “باربر” للفنون الجميلة بجامعة برمنغهام، حيث اطلع على لوحة تاريخية للسفير المغربي عبد الواحد بن مسعود، الذي كان ممثلا للمملكة المغربية في بلاط الملكة إليزابيث الأولى في عام 1600.
و أفاد موقع جامعة برمنغهام، أن اللوحة التي يتجاوز عمرها 400 عام، تعود إلى عبد الواحد بن مسعود، الذي شغل منصب السكرتير الأول للسلطان المغربي مولاي أحمد المنصور. إذ تعتبر هذه اللوحة رمزا بارزا للتاريخ الدبلوماسي بين المغرب وبريطانيا.
و كشفت تقارير إعلامية أن السفير عبد الواحد قد يكون مصدر إلهام لشخصية “عطيل” في المسرحية الشهيرة لويليام شكسبير. وقد أبرزت هذه التكهنات الدور الثقافي والدبلوماسي للسفير المغربي في تعزيز الحوار بين الحضارات خلال مطلع القرن السابع عشر.
وفي تصريح للسفير المغربي حكيم حجوي، قال: “هذه اللوحة تجسد العلاقات التاريخية العميقة بين المغرب والمملكة المتحدة، والتي تمتد لأكثر من ثمانية قرون. كما أنها تبرز أهمية الحفاظ على تاريخنا المشترك من خلال المؤسسات الأكاديمية والثقافية”.
وأضاف: “وجود هذه اللوحة في معهد باربر يؤكد الدور البارز الذي تلعبه جامعة برمنغهام في صون التراث المشترك بين البلدين”.
و من جانبه، عبر آدم تيكل، نائب رئيس جامعة برمنغهام، عن سعادته بزيارة السفير المغربي، قائلا: “نحن فخورون باستضافة سعادة السفير في وقت نحتفل فيه بالذكرى الـ125 لتأسيس الجامعة. هذه الزيارة تؤكد الروابط الوثيقة بين جامعتنا والمغرب”.
وأشارت كلير موليت، رئيسة قسم الأبحاث والمقتنيات الثقافية بالجامعة، إلى أهمية اللوحة قائلة: “تمثل لوحة عبد الواحد بن مسعود شهادة تاريخية على التبادل الثقافي والدبلوماسي بين العالم الإسلامي وأوروبا في القرن السابع عشر. نحن سعداء بعرضها ضمن مجموعة فنية ذات قيمة عالمية”.
وكانت اللوحة قد نقلت عام 2022 لعرضها ضمن معرض متنقل بعنوان “أسرة تيودور: الفن والعظمة في عصر النهضة الإنجليزية”. وفي 2023، جابت اللوحة عدة متاحف بارزة في الولايات المتحدة، منها متحف المتروبوليتان للفنون في نيويورك، ومتحف كليفلاند للفنون في أوهايو، ومتحف الفنون الجميلة في سان فرانسيسكو.
و الجدير بالذكر، أن عبد الواحد بن مسعود قاد بعثة دبلوماسية إلى بريطانيا في عام 1600 لتعزيز العلاقات التجارية والسياسية مع بلاط الملكة إليزابيث الأولى، ومحاولة تشكيل تحالف ضد مملكة إسبانيا. و ظلت زيارته التاريخية رمزا للانفتاح المغربي على أوروبا ودور المغرب المحوري في العلاقات الدولية آنذاك.
و تعكس هذه الزيارة والتكريم المستمر لهذه اللوحة التاريخية عمق العلاقات المغربية-البريطانية، التي تستند إلى إرث طويل من التعاون الثقافي والدبلوماسي.