الدار البيضاء-أسماء خيندوف
بعد عام 2023 الصعب، الذي شهد تراجعًا بنسبة 22% في الإيرادات، استعادت مناجم زخمها في 2024، وارتفعت مداخيلها إلى 8.86 مليار درهم أي مايعادل 850.5 مليون يورو، مسجلة نموًا بنسبة 18% مقارنة بالسنة السابقة.
وأفادت صحيفة جون أفريك الفرنسية بأن الشركة التابعة للهولدينغ الملكي المدى واصلت توسعها في المغرب وأفريقيا، مستفيدة من تحسن أسعار المعادن.
انتعاش أسعار المعادن يرفع مداخيل مناجم
أشارت الصحيفة إلى أن ارتفاع أسعار الذهب (+19%)، الذي بلغ مستوى قياسيًا عند 2,570.33 دولارًا للأوقية في شتنبر، إلى جانب زيادة الفضة (+14%)، النحاس (+12%)، والزنك (+10%)، كان من العوامل الأساسية وراء هذا النمو. كما عززت المجموعة مبيعاتها، خصوصًا من النحاس المستخرج من مناجم بومبي في جمهورية الكونغو الديمقراطية، والذهب المنتج في السودان.
في المقابل، تأثرت الإيرادات سلبًا بتراجع أسعار الكوبالت بنسبة 33%، مما دفع الشركة إلى تقليص الإنتاج للحفاظ على التوازن المالي، وفقًا لما جاء في بيان صادر عن المجموعة التي يديرها عماد التومي.
رهان متجدد على الذهب
يشكل الذهب محورا أساسيا في استراتيجية مناجم، حيث ذكرت الصحيفة أن إنتاج الشركة بلغ 7 أطنان في 2022، قبل أن ينخفض بنسبة 34% خلال 2023، ليستقر عند 4.4 أطنان. وأرجعت هذا التراجع إلى اضطرابات تشغيلية في منجم تري-ك في غينيا، إضافة إلى تعليق عمليات الاستخراج في السودان منذ أبريل 2023 بسبب النزاع المسلح.
غير أن استئناف الإنتاج في السودان في 2024 منح دفعة جديدة لهذا القطاع، ومن المتوقع أن تتعزز مكانة المجموعة بفضل المشاريع التي استحوذت عليها من الشركة الكندية Iamgold أواخر 2022، والتي تشمل مواقع في السنغال ومالي وغينيا.
ووفقًا للمصدر ذاته، فإن منجم بوتو في السنغال، الذي يضم احتياطيًا يُقدر بـ50 طنًا من الذهب، من المتوقع أن يدخل مرحلة الإنتاج خلال النصف الثاني من 2025. كما تسعى ماناجم إلى تطوير مشاريع أخرى، من بينها Diakha-Siribaya في مالي، التي تشمل ثمانية تراخيص استكشاف تمتد على مساحة 600 كلم²، بالإضافة إلى مشروع Karita في شمال شرق غينيا.
وأضافت الصحيفة أن هذه المشاريع ستمكن مناجم من مضاعفة إنتاجها السنوي إلى 14 أو 15 طنًا من الذهب خلال السنوات المقبلة.
استثمارات تتجاوز 7 مليارات درهم ودخول قطاع الغاز
أشارت جون أفريك إلى أن استثمارات مناجم في 2024 بلغت نحو 7.2 مليارات درهم (687 مليون يورو)، بزيادة 4.5 مليارات درهم مقارنة بنهاية 2023، حيث خصص 83% منها لمشاريع جديدة، في إطار استراتيجية تنويع أنشطتها. وفي يونيو 2024، أعلنت المجموعة عن استحواذها على شركة Sound Energy Morocco، التابعة للمجموعة البريطانية Sound Energy، ما يمثل أول خطوة رسمية لها في قطاع الغاز الطبيعي.
ووفقًا للصحيفة، تعتزم المجموعة في المرحلة الأولى تطوير مشروع تندرارة في الجهة الشرقية، بهدف إنتاج 100 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال (GNL) سنويًا، اعتبارًا من منتصف 2025.
أما المرحلة الثانية، التي تخضع حاليًا للدراسة، فتشمل إنشاء وحدة معالجة وخط أنابيب يربط المشروع بـ خط أنابيب الغاز المغاربي-الأوروبي (GME)، بهدف توفير 280 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويًا، ما سيعزز الإمدادات الطاقية في المملكة.
وأوضحت الصحيفة أن حقل تندرارة يضم احتياطات تُقدر بـ10.67 مليارات متر مكعب، فيما تمتد رخصة استغلاله على مساحة 133.5 كلم² لمدة 25 عامًا.
وخلصت جون أفريك إلى أن هذه الخطوة تندرج ضمن استراتيجية أوسع لمناجم، التي تسعى إلى تعزيز وجودها في قطاع الغاز داخل القارة الأفريقية.