24 ساعة-متابعة
شهدت ساحة مولاي الحسن بالصويرة، مساء أمس الخميس 19 يونيو الجاري، ضمن فعاليات الدورة الـ26 لمهرجان كناوة وموسيقى العالم، أجواء مزج موسيقي ماتعة كرست موقع المهرجان كمنصة رائدة للتلاقح الموسيقي والحوار الثقافي.
وتميزت السهرة الافتتاحية للمهرجان بانصهار فريد بين الإيقاعات واللغات، حيث أتيحت للجمهور الحاضر ، الذي حج من مختلف مناطق المملكة و بلدان العالم ، فرصة عيش تجربة فنية آسرة، جمعت بين الأبعاد الروحية والفنية والاجتماعية في توليفة متكاملة.
وانطلقت هذه الايقاعات بعرض مميز جمع المعلم حميد القصري، أحد أبرز رموز الطقوس الكناوية المغربية، مع فرقة “باكالاما” السنغالية المتخصصة في الإيقاعات والرقصات التقليدية لغرب إفريقيا. وانضمت إليهما الفنانتان عبير العابد وكيا لوم، ليساهموا معا إنتاج لوحة فنية مبهرة نسجت خيوطا صوتية متنوعة مزجت بين الروحانيات المغربية والإيقاعات التقليدية والموسيقى المعاصرة.
ولقيت مقطوعات المعلم حسام كانيا التي اتسمت بطابع روحاني أصيل ينبع من تراث كناوة تفاعلا واسعا من الجمهور، الذي تأثر بحضوره القوي خاصة خلال أدائه المقطوعات الغنائية التقليدية، حيث تعالت التصفيقات والهتافات في لحظات الذروة، مما جعل من عرضه تجربة غامرة عكست جوهر المهرجان كفضاء للتلاقي والانصهار الثقافي.
ومن الولايات المتحدة الأمريكية، أسهم ماركوس غيلمور بعرض منفرد من الجاز الحديث، أبدع خلاله في العزف على الطبول بأسلوب يجمع بين التقنية العالية والحس الإيقاعي المرهف، مقدما أداء ينبض بالانسيابية والإبداع، مزج فيه بين الإيقاعات المتقطعة والنبضات الحرة التي تأخذ المستمع في رحلة موسيقية متجددة.
كما تميز أداؤه المشترك مع المعلم حسام كانيا بتناغم فني رائع أضاف بعدا جماليا جديدا للتجربة الموسيقية للمهرجان.
ويشارك في فعاليات المهرجان 350 فنانا، من بينهم 40 معلما كناويا، يقدمون عروضا موسيقية جريئة من خلال مزج فني على أشهر منصات مدينة الصويرة.
وعلى مدى ثلاثة أيام، ستتلاقى أصوات قادمة من إفريقيا وأوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا ومنطقة الكاريبي في احتفال حي بالتنوع والحوار الثقافي.
ومن أبرز محطات هذه الدورة أيضا، تنظيم منتدى حقوق الإنسان، في شراكة مع مجلس الجالية المغربية بالخارج، والذي ي عقد في دورته الثانية عشرة تحت شعار “الحركيات البشرية والديناميات الثقافية”.
و منذ أن رأى النور سنة 1998 شكل مهرجان كناوة وموسيقى العالم مشروعا ثقافيا رائدا ، يسعى إلى صون هوية مغربية أصيلة، تنفتح على العالم دون أن تذوب فيه ، و ليؤكد أن الثقافة بمختلف مشاربها ليست مجرد منتج رمزي، بل رافعة تنموية حقيقية. كما يمثل المهرجان فرصة لمدينة الصويرة لتعزيز مكانتها و إشعاعها كمركز ثقافي و سياحي و حضاري متميز في المغرب،يساهم في تعزيز الانفتاح الثقافي والتبادل بين الحضارات المختلفة في مدينة الرياح .