الرباط-عماد المجدوبي
اضطرت الجزائر إلى فتح مجالها الجوي أمام طائرات الخطوط الملكية المغربية (RAM)، الناقل الرسمي والحصري لجميع مسابقات الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (CAF) .
يأتي هذا القرار بموجب اتفاقية تاريخية تم توقيعها بين الاتحاد القاري وشركة الطيران المغربية، والتي تجعل من الأخيرة الناقل الرسمي لفعاليات الكاف.
ويُلزم هذا الاتفاق، الذي يمتد ليشمل جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي لكرة القدم البالغ عددها 53 دولة، بتسهيل العمليات الجوية للخطوط الملكية المغربية، وخاصة فيما يتعلق بنقل الوفود واللاعبين والمشجعين خلال البطولات التي ينظمها الاتحاد.
وبحسب مصادر متطابقة، فإن عدم امتثال الجزائر لهذه الاتفاقية كان سيؤدي إلى استبعادها من البطولات التي ينظمها الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، بالإضافة إلى خسارة محتملة لجزء من إيراداتها من حقوق البث التلفزيوني.
وصف رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، باتريس موستيبي، الاتفاقية التي تم توقيعها يوم السبت الماضي بأنها “لحظة تاريخية لكرة القدم الأفريقية”.
وأشار إلى أن هذا المشروع سيساهم في تعزيز الروابط بين الدول الأعضاء، وسيمكّن النسخة القادمة من كأس الأمم الأفريقية التي تستضيفها المغرب من تحقيق أرقام قياسية جديدة من حيث الحضور والجودة التنظيمية.
كما أشاد موستيبي بالتقدم الكبير الذي أحرزه المغرب في تطوير بنيته التحتية الرياضية، وخاصة الأشغال الجارية في ملعب الحسن الثاني بالدار البيضاء، الذي سيصبح واحداً من أكبر خمسة ملاعب في العالم بطاقة استيعابية تصل إلى 115 ألف متفرج.
من جانبه، أكد عبد الحميد عدو، رئيس الخطوط الملكية المغربية، أن “التحالف مع الاتحاد الإفريقي لكرة القدم لا يقتصر على الجانب التجاري، بل يندرج في إطار رؤية أوسع يدعمها الملك محمد السادس، تهدف إلى تعزيز العلاقات بين الدول الأفريقية من خلال التعاون والتنقل.”
وأعلن عن مجموعة من التسهيلات الخاصة بالمشجعين الراغبين في السفر إلى المغرب لدعم منتخباتهم الوطنية، بما في ذلك تخفيضات في الأسعار، ورحلات مباشرة إلى المدن الرئيسية في القارة، وتسهيلات إقامة للمشجعين المقيمين في الخارج. وستشمل هذه الإجراءات أيضاً الجاليات الأفريقية المقيمة في أوروبا وأمريكا والشرق الأوسط.
يُذكر أن المجال الجوي الجزائري ظل مغلقاً أمام الطائرات المغربية منذ شتنبر 2021، وتأتي هذه الخطوة الأخيرة في ظل ضغوط متزايدة وأهمية الحدث الرياضي القاري الذي تستضيفه المملكة المغربية.
ويُنظر إلى هذه الاتفاقية من قبل الاتحاد الأفريقي لكرة القدم كأداة قوية للتكامل الإقليمي وتعزيز العلاقات الدبلوماسية بين الدول الأفريقية.