الرباط-سناء الجدني
أكد والي بنك المغرب، عبد اللطيف الجواهري، أن من السابق لأوانه إصدار أحكام بشأن الانعكاسات الاقتصادية المحتملة للحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل على المغرب، مشددا على ضرورة التحلي بالحذر والاعتماد على معطيات دقيقة قبل اتخاذ أي قرارات في هذا السياق.
وفي رده على سؤال وجه له خلال الندوة الصحفية التي أعقبت الاجتماع الدوري لمجلس بنك المغرب، مساء يوم أمس الثلاثاء 24 يونيو الجاري بالرباط، قال الجواهري: “الأحداث تتطور بسرعة مذهلة، فمنذ الصباح إلى الآن تغيرت الأخبار أكثر من مرة ترامب قال إن الحرب ستتوقف، وعندما وصلت إلى مكتبي عند العاشرة صباحا، كانت الأنباء تتحدث عن قصف جديد من طرف إسرائيل الوضع غير مستقر بشكل غير مسبوق”.
وأضاف الجواهري أن حالة اللايقين الراهنة تجعل من الصعب اتخاذ قرارات مبنية على معطيات غير مكتملة، مبرزا أن المجلس يحرص على المتابعة الدورية والمستمرة للوضع الاقتصادي، سواء من خلال الاجتماعات الفصلية أو من خلال التواصل الشهري بين أعضائه.
وتابع والي البنك المركزي: “إذا استدعت الضرورة اتخاذ قرار عاجل، فإننا لا نتردد في ذلك، شريطة أن نستند إلى تحليل معمق للمعطيات المتاحة”.
واعترف الجواهري بصعوبة تقدير أثر النزاع على الاقتصاد المغربي في الظرفية الحالية، مشيرا إلى أن المؤشرات قد تتغير في أي لحظة، ما يفرض اعتماد مقاربة يقظة ومبنية على التتبع الدقيق.
وفي سياق حديثه، أوضح أن بنك المغرب خفض سعر الفائدة ثلاث مرات متتالية في شتنبر ودجنبر ومارس، إلا أن آثار هذه التخفيضات، خاصة القرارين الأخيرين، لم تظهر بعد بشكل ملموس على أداء البنوك أو على استفادة الزبناء.
وتوقف الجواهري عند تصاعد التوترات الإقليمية، قائلا: “بدأنا نسمع عن إمكانية قلب أنظمة، وهناك من يتحدث عن احتمال إغلاق مضيق هرمز هذا تطور بالغ الخطورة، وإذا تفاقم الوضع، ستكون العواقب غير محسوبة”.
وختم والي بنك المغرب حديثه بالتشديد على أهمية التروي في التعاطي مع الأوضاع الراهنة، مستشهدا بتجربة البنك الفيدرالي الأمريكي، الذي تمسك بمواقفه رغم الضغوط السياسية، بما فيها انتقادات علنية من الرئيس الأمريكي آنذاك، دون أن يتنازل عن رؤيته الاقتصادية.