عماد المجدوبي-الرباط
أكد حزب العدالة والتنمية، خلال ندوة وطنية نظمها مجلس المستشارين بالرباط، أمس الاثنين تحت عنوان “قضية الصحراء المغربية … تحديات ومسؤوليات”، على مغربية الصحراء وتصديه لكافة المناورات التي تستهدف تقسيم المملكة.
وفي كلمة باسم الأمانة العامة للحزب، استعرض عضو الأمانة العامة مصطفى الخلفي التحديات الراهنة التي تواجه القضية الوطنية، وعلى رأسها “تحدي التقسيم” الذي قال إنه يتجدد في طرح خصوم الوحدة الترابية، مستشهدا بتقرير المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ديميستورا الأخير، وشدد على ضرورة الانتباه لهذا الطرح والتصدي له.
ووجه الخلفي نداءً إلى قادة الانفصال ورعاتهم في الجزائر لـ “طي هذه الصفحة ولم الشمل والتوجه نحو المستقبل”، ودعا الجزائر إلى تغليب “منطق الحكمة وروابط الأخوة” والتعاطي الإيجابي مع “اليد الممدودة” للملك محمد السادس.
كما أشاد بـ “يقظة وجاهزية القوات المسلحة الملكية وسائر التشكيلات من درك ملكي وأمن وطني وقوات مساعدة وقاية مدنية، في الرد بحزم وفاعلية على كل الاستفزازات الانفصالية ” في الرد على الاستفزازات الانفصالية.
كما أشار الخلفي إلى “تحدي المعارك القضائية والبرلمانية” حول شرعية استثمار الثروات الطبيعية، خاصة بعد قرار محكمة العدل الأوروبية الأخير، وما يترتب عليه من مخاطر تجميد البروتوكول الخاص بالمنتجات الفلاحية. ودعا إلى “فعالية برلمانية” لمواجهة هذه المحاولات التي تستبطن فرض البوليساريو كممثل قانوني لساكنة الصحراء، وهو ما وصفه بـ “التضليل التاريخي والقانوني”.
وفي سياق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الصحراء، أكد المتحدث على ضرورة مواصلة هذا المسار وتحويل المنطقة إلى “نقطة جذب تنموي للعالم ككل”، في مقابل “اليأس المستحكم في مخيمات تندوف”.
كما تطرق الخلفي إلى “تحدي إعاقة الفعالية الإفريقية لبلادنا”، مشيراً إلى انتخابات نيابة رئاسة مفوضية الاتحاد الإفريقي الأخيرة، واعتبرها “محطة فرز” و”مقدمة لمعركة طرد البوليساريو من الاتحاد الإفريقي”.
وفيما يتعلق بالعمق العربي والإسلامي للمغرب، أكد وزير الاتصال السابق على أن “المعركة من أجل فلسطين هي معركة من الصحراء والعكس أيضا صحيح”، مستشهداً بالرسالة الملكية إلى الرئيس الفلسطيني في 2020 التي أكدت على أن “المغرب يضع دائما القضية الفلسطينية في مرتبة قضية الصحراء المغربية”.
وشدد عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية على أهمية “استيعاب واستثمار المسار الجديد للقضية الوطنية وصيانة سردية وخطاب مستوعب ومتفاعل مع التحديات”، مستعرضاً التطورات الإيجابية التي شهدتها القضية، من بينها الموقف الدولي الداعم لمقترح الحكم الذاتي، والعودة إلى الاتحاد الإفريقي، وتوسع الاعترافات الدولية بمغربية الصحراء.
وجدد المتحدث “انخراط الحزب الدائم والقوي” في معركة الدفاع عن القضية الوطنية الأولى، داعياً إلى “رفع التعبئة واليقظة المستمرة” لمواجهة خصوم الوحدة الترابية، وتقوية الجبهة الداخلية، والعمل على كسب المزيد من الاعتراف بمغربية الصحراء ودعم مبادرة الحكم الذاتي.