24ساعة-متابعة
انطلقت اليوم الأربعاء فعاليات الموسم السنوي للزاوية القادرية بالصويرة، الذي يشكل موعدا هاما في رزنامة الأحداث الدينية والاجتماعية والثقافية بمدينة الرياح.
وتهدف هذه التظاهرة إلى إبراز الارتباط العميق الذي يجمع هذه المدينة بالتصوف المغربي، الذي يجسد مبادئ الإسلام السمحة المرتكزة على تزكية النفس والسلام والتعايش.
وهكذا، انطلق اليوم الأول لهذه التظاهرة، التي تستمر إلى غاية 13 دجنبر الجاري، من مقر مؤسسة الحماية الاجتماعية “جمعية الصويرة دارنا”، بحفل وضع الحناء على أيدي الأطفال المستفيدين من عملية الإعذار الجماعي.
وبهذه المناسبة، جابت مجموعة من الفرق الفلكلورية المحلية أزقة المدينة القديمة، في جو من الألفة جمع الساكنة وزوار المدينة والسياح حول قيم الانفتاح والتقارب والعيش المشترك الذي يميز مدينة الرياح.
بعد ذلك، احتضن مقر الزاوية القادرية حفلا دينيا حيث قام الضيوف الذين قدموا من مختلف مناطق المملكة بترتيل جماعي للعديد من الأدعية والآيات القرآنية، وأداء منتخبات من المديح والسماع التي تتغنى بالعشق الإلهي.
وبالمناسبة ذاتها، وفي إطار انفتاح الزاوية القادرية على الطرق الأخرى، أقيمت أمسية صوفية أحيتها الطائفة الحمدوشية للصويرة، في لحظات من الألفة الروحية صنعتها الأشعار والإيقاعات المتجذرة في التقاليد الصوفية المغربية.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أشار مقدم الزاوية القادرية بالصويرة، هشام دينار، إلى أن هذه التظاهرة السنوية الغنية بالأنشطة والاحتفالات، تشكل فرصة لإبراز التراث الروحي والثقافي الاستثنائي لمدينة الصويرة وتوطيد الروابط بين منتسبي الطرق الصوفية في المملكة.
وشدد على أن “الزوايا تقوم بدور مركزي في الحفاظ على التراث ونقل التعاليم الصوفية إلى الأجيال الشابة وتعزيز الإسلام السمح”، مبرزا أن هذا الموسم المتجذر في تقاليده العريقة يشكل فضاء للحوار والتبادل الثقافي.
من جانبه، أبرز رئيس “جمعية الصويرة دارنا”، عزيز الشعيبي، أن أزيد من 50 طفلا من أسر فقيرة، سيستفيدون من عمليات الإعذار الجماعي المنظم في إطار هذا الموسم بشراكة مع المندوبية الإقليمية للصحة والحماية الاجتماعية.
وأضاف أن “هذا العمل التضامني يروم استدامة التقاليد المتجذرة في تراثنا الثقافي والديني”، مشيرا إلى أنه من المرتقب أيضا القيام بمبادرات اجتماعية، لا سيما توزيع المواد الغذائية والملابس على الأسر المحتاجة في جميع أنحاء الإقليم.
ويتضمن برنامج هذه التظاهرة عدة أنشطة روحية وثقافية واجتماعية، فضلا عن أمسيات فنية تحييها فرق من عدة طرق صوفية بالصويرة وغيرها.
كما يضم ندوة علمية حول موضوع “الامتداد الروحي للزوايا الصوفية عبر الصحراء المغربية ودورها في نشر قيم السلام”، يشارك فيها ثلة من الأكاديميين والباحثين والفاعلين الجمعويين من أجل تسليط الضوء على الدور التاريخي والمتجدد للزوايا في الحفاظ على التقاليد الصوفية وتقوية الروابط الثقافية بين جهات المملكة وتعزيز القيم الكونية.