الرباط-عماد مجدوبي
أشاد الشيخ عبد الله الدمسيري بالقرار الملكي القاضي بعدم إقامة شعيرة عيد الأضحى لهذا العام، مؤكدا أنه قرار صائب جاء في وقته، ويستند إلى مقاصد الشريعة الإسلامية التي تقوم على التيسير ورفع الحرج عن الناس.
وأوضح الدمسيري أن إلغاء عيد الأضحى في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة يعتبر اجتهادا مشروعا، يراعي مصالح المواطنين ويدفع عنهم المشقة، خاصة أن الأضحية في الأصل سنة مؤكدة تسقط عن غير القادرين، مستشهدا بقول الله تعالى: “لا يكلف الله نفسا إلا وسعها”.
وأضاف أن الشرع الحنيف يقوم على التخفيف والتيسير على المسلمين، مستشهدا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين”، مشيرا إلى أن قرار إلغاء العيد يندرج ضمن سياسة تحقيق المصلحة العامة، والتي تعد من أهم مقاصد الشريعة الإسلامية، حيث تسعى للحفاظ على استقرار المجتمع وأمنه الاجتماعي والمعيشي.
وختم الدمسيري تصريحه، بالتأكيد على أن هذه المبادرة الملكية تستحق الإشادة والتقدير، لكونها تخدم مصلحة المواطنين وتخفف عنهم الأعباء، معتبرا أنها خطوة شرعية وحكيمة تعكس حرص الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، على تحقيق التوازن الاجتماعي والاقتصادي في البلاد.
ويذكر أن المغرب في فترات سابقة شهد إلغاء شعيرة عيد الأضحى بسبب ظروف استثنائية أثرت على الوضع الاقتصادي والمعيشي للبلاد.
وكان من أبرز هذه الفترات سنوات الجفاف التي ضربت المملكة، خاصة في عامي 1963 و1981، حيث اتخذ الملك الراحل الحسن الثاني، قرار إلغاء شعيرة عيد الأضحى بسبب تراجع الثروة الحيوانية وندرة الموارد العلفية، مما جعل من الصعب توفير الأضاحي بأسعار مناسبة.
كما أن الأزمة الاقتصادية التي شهدها المغرب في تلك الفترات، وما صاحبها من ارتفاع في الأسعار وتراجع القدرة الشرائية، دفعت إلى اتخاذ هذا القرار حفاظا على الأمن الغذائي للمواطنين.
وقد تفهم المغاربة هذه الإجراءات التي كانت تهدف إلى التخفيف من الأعباء المالية على الأسر وضمان استدامة القطيع الوطني، خاصة في ظل الأوضاع المناخية والاقتصادية الصعبة.