24 ساعةـ العيون
يعتبر تشييد الطريق السريع تزنيت- الداخلة ليس فقط لربط شمال المغرب بجنوبه فقط، بل هو شريان اقتصادي وتجاري وتنموي يربط أطراف المملكة بعضها ببعض. ويشق طريق المغرب نحو عمقه الإفريقي.
مشروع تنموي كبير و طموح، يجسد للوحدة الترابية. ويعزز ربط شمال المملكة بجنوبها يواصل إزالة العقبات نحو عمقه الإفريقي.
تجاوزت نسبة التقدم الإجمالي في أشغال ورش الطريق السريع، الذي سيربط بين مدينتي تزنيت والداخلة 80 بالمائة، ويُرتقب أن يتم الانتهاء من هذا المشروع، الذي سيكون له وقع مباشر على ساكنة الجهات الجنوبية للمملكة، نهاية سنة 2023، باستثناء أشغال إنجاز الجسر المداري بمدينة العيون الذي ستنتهي الأشغال به سنة 2024.
يأتي هذا المشروع في إطار النموذج الجديد للتنمية بالأقاليم الجنوبية للمملكة، وأعطى انطلاقته صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يتكون من محورين رئيسيين، هما تزنيت-العيون، والعيون-الداخلة، ويمتد على طول 1055 كلم، وتقدر تكلفته الإجمالية بـ 10 ملايير درهم.
شريان الحياة في عمق الصحراء
إن هذا المشروع الضخم، يعتبر شريانا للحياة بالمناطق الجنوبية للملكة، وللدول الإفريقية، نظرا لأهميته البالغة في تسهيل تدفق السلع والبضائع من شمال المملكة إلي جنوبها.
كما أنه سينهي سنوات طويلة من معاناة سائقي شاحنات النقل، مع الطرق الملتوية والوعرة الرابطة بين تزنيت وكلميم، وبين طان طان والعيون، والداخلة، لتصبح رحلاتهم أقل مدة وخطورة، وأكثر أمنا.
وأشاد مواطنون بالأقاليم الجنوبية للمملكة بالأهداف الاستراتيجية التي سيقدمها المشروع، والمتمثلة في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية بهذه الأقاليم على امتداد العقود المستقبلية، شاكرين الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الذي أطلق هذا الورش الضخم.
وسيكون لهذا المشروع وقع مباشر على ساكنة الجهات الجنوبية التي يفوق تعدادها 2,2 مليون نسمة، من خلال تشجيع الاستثمارات العمومية والخاصة، والمساهمة في تطوير المقاولة الوطنية، وإنعاش التشغيل بالمناطق الجنوبية، عبر إحداث 2,5 مليون يوم عمل خلال فترة الإنجاز، و30 ألف يوم عمل مباشر سنويا بعد الإنجاز، و150 ألف يوم عمل غير مباشر سنويا بعد الإنجاز، كما سيساهم في تحسين مؤشرات السلامة الطرقية، وتقليص مدة السفر.
إمكانات ضخمة وحرص على الجودة
ومن المنتظر أن يتوفر هذا الورش الضخم على 30 مقطعا، و16 قنطرة، وتتخلله 7 باحات استراحة، و18 محطة لتفريغ مياه الأسماك، و1572 وحدة لتفريغ مياه الأمطار، وسيتطلب إنجازه 5,6 مليون متر مكعب من مواد البناء، و4,3 مليون طن من الإسفلت، مع تسخير أزيد من 3500 آلة.
ومن بين عناصر هذا الورش الملكي الضخم، إحداث طريق مداري لمدينة العيون، حيث سيتم إنشاء جسر على مستوى المدينة سيمر فوق وادي الساقية الحمراء، سيكون هو الأطول بالمملكة، بطول 1725 مترا، وبتكلفته ستفوق 110 مليار سنتيم.
وتتضمن مراحل المراقبة، وفق زيتون، الدراسة القبلية التي تقدمها الشركة لتقييم مدى إمكانية إنجازها على أرض الواقع، تعقبها مرحلة مراقبة ما قبل إنتاج المواد، من خلال زيارة المقالع لتقييم مطابقتها للشروط الواردة في دفتر التحملات.
وبعد ذلك تأتي مرحلة الإنتاج التي يتم خلالها، وفق المتحدث ذاته، الوقوف على جودة وأحجام الأحجار المستعملة، وإجراء تجارب على الخرسانة العادية، والخرسانة المسلحة، والأسفلت، لقياس قدرة المنتوج الأخير (الطريق) على التحمل.
يشار في ذات الصدد أن الحكومة تشتغل على إيصال الطريق المزدوج (السريع) تزنيت الداخلة إلى الكركرات في إطار المخطط الوطني للطرق 2040”.