24 ساعة – عبد الرحيم زياد
تعرضت دول شبه الجزيرة الإيبيرية، إسبانيا والبرتغال، بالإضافة إلى أجزاء من جنوب فرنسا، اليوم لانقطاع شامل ومفاجئ في التيار الكهربائي. في حادثة نادرة الحدوث تسببت في شلل واسع النطاق لمختلف مظاهر الحياة اليومية والبنية التحتية الحيوية.
وبينما لا تزال الأسباب الدقيقة لهذا الانقطاع قيد التحديد، تتعدد الاحتمالات بين أعطال فنية، أو كوارث طبيعية غير متوقعة، أو ربما نقص حاد في الإمدادات الطاقية.
انقطاع الكهرباء كان كلياً في إسبانيا
ولمتابعة تداعيات هذا الحدث المفاجئ، تواصلت جريدة “24 ساعة” مع الصحافي مصطفى العباسي، المتخصص في الشأن الإسباني، الذي أكد في تصريحاته للجريدة أن انقطاع الكهرباء كان كلياً في إسبانيا، مشيراً إلى أن أولى القطاعات التي ظهر عليها التأثر بشكل كبير هي شبكات ووسائل النقل.
وأوضح العباسي قائلاً: “نتيجة للانقطاع، تم حبس مئات الأشخاص داخل المصاعد ومحطات المترو، وهما من أكثر وسائل النقل العامة استخداما في المدن الكبرى بإسبانيا. كما توقفت حركة السير بشكل كامل في بعض المناطق بسبب تعطل إشارات المرور وأجهزة التحكم، ما أسفر عن فوضى مرورية وحوادث سير متفرقة.”
لم يقتصر التأثير على النقل البري، فقد أشار الصحافي المتخصص إلى أن حركة الطيران شهدت توقفاً في العديد من المطارات، مما أدى إلى تأخيرات وإلغاء العديد من الرحلات، وهو ما تسبب في قلق كبير للمسافرين وزيادة العبء التشغيلي على شركات الطيران العاملة.
كما لم يسلم القطاع التجاري من تداعيات الانقطاع، حيث أفاد العباسي أن العديد من المراكز التجارية في إسبانيا اضطرت لإغلاق أبوابها، ويعزى ذلك جزئياً إلى التدافع الكبير من المتسوقين في ظل انعدام الإضاءة، بالإضافة إلى التوقف التام لخدمات الدفع عبر البطاقات البنكية التي تعتمد بشكل كلي على التيار الكهربائي. هذا الوضع دفع السلطات الإسبانية إلى إعلان حالة الطوارئ القصوى في مختلف أنحاء البلاد لمواجهة الأزمة وتداعياتها.
العديد من القطاعات تضررت بالانقطاع الكهربائي
وفي سياق متصل، قدم العباسي تحديثاً حول وضع استعادة التيار الكهربائي، حيث أكد أنه بدأ يعود تدريجياً في بعض المناطق الإسبانية، وتحديداً في الجنوب والشمال، على الرغم من استمرار حالة الطوارئ المعلنة. ولحسن الحظ، أشار العباسي إلى أنه “لا توجد تقارير عن وقوع ضحايا” حتى لحظة إعداد هذا التقرير، مما يخفف من شدة الصدمة الأولية.
تؤكد هذه الحادثة، وفق المتحدث، على الأهمية البالغة للبنية التحتية الحيوية وكيف يمكن لانقطاع بسيط فيها أن يشلّ مجتمعات بأكملها. فالمستشفيات والمرافق الصحية تعتمد بشكل حاسم على الطاقة لتشغيل الأجهزة المنقذة للحياة، وانقطاعها يرفع المخاطر الصحية والإنسانية بشكل كبير. كما تأثرت أنظمة المياه والصرف الصحي في بعض المناطق، مما عطل وصول المواطنين إلى مياه الشرب والخدمات الأساسية الأخرى.
العديد من الشركات توقفت عن العمل
على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي، كانت التأثيرات محسوسة فوراً. بحيث يؤكد العباسي. و العديد من الشركات توقفت عن العمل، مما أدى إلى خسائر مالية ضخمة غير محسوبة بعد.
وتضرر أيضاً قطاع التجارة الإلكترونية بشكل مباشر بتعطل عمليات الدفع عبر الإنترنت. اجتماعياً. عانى الناس من اضطراب غير مسبوق في حياتهم اليومية، سواء كانوا في منازلهم، أماكن عملهم، أو أثناء محاولة التنقل.
بالمجمل، شكل انقطاع الكهرباء الشامل في إسبانيا والبرتغال وجنوب فرنسا تذكيراً قوياً، بل حاسماً. بأهمية الاستدامة الطاقية ومرونة شبكات الطاقة، وكيف أن القطاعات الحيوية قد تتأثر بشكل مفاجئ وغير متوقع. مما يستدعي مراجعة شاملة لخطط الطوارئ والبنية التحتية لضمان جاهزية أعلى لمواجهة مثل هذه الأزمات المستقبلية