الدار البيضاء-أسماء خيندوف
أشاد مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي “إف بي آي” بالتعاون الوثيق مع السلطات المغربية في إحباط مخطط “سليمان الأمريكي”، الذي كان يخطط للالتحاق بتنظيم “داعش” الإرهابي. وأكد المكتب أن هذه العملية لم تكن لتتم بنجاح لولا التنسيق الفعّال مع المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني.
وفي بيان رسمي نشر على الموقع الإلكتروني للحكومة الأمريكية، أفاد “إف بي آي” بأن “وايت”، المواطن الأمريكي البالغ من العمر 29 عاما، تم اعتقاله في الرابع من دجنبر الماضي بمطار رالي دورهام الدولي أثناء محاولته الصعود إلى طائرة متجهة إلى المغرب. وايت، الذي يلقب بـ “سليمان الأمريكي”، كان يخطط للانضمام إلى صفوف تنظيم “داعش” الإرهابي.
وأشاد المكتب بالدور الحاسم الذي لعبته السلطات المغربية، لاسيما المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، في الكشف عن مخططات وايت.
كما أكد روبرت ديويت، المسؤول عن مكتب “إف بي آي” في ولاية كارولينا الشمالية، أن هذه القضية تبرز أهمية التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب، قائلاً: “لا يمكن لأي جهة أن تواجه هذه التحديات بمفردها، والشراكة مع المغرب هي نموذج ممتاز للتعاون في حماية الأمن العالمي.”
و من جانبه، أعرب المدعي العام الأمريكي، مايكل إيزلِي جونيور، عن امتنانه للدعم المستمر من الشركاء الدوليين، مشيدًا بمساهمة السلطات المغربية في تأمين الاستقرار العالمي. وأكد أن وايت يواجه تهمة محاولة تقديم دعم مادي لتنظيم “داعش”، وهي جريمة قد تصل عقوبتها إلى السجن لمدة 20 عامًا.
وكشفت التحقيقات أن وايت كان يستخدم هوية مستعارة على وسائل التواصل الاجتماعي لنشر رسائل داعمة لتنظيم “داعش” وتحرض على العنف، كما تواصل مع أفراد متطرفين. كما تبين أنه أجرى معاملات مالية مشبوهة مع مخيمات للاجئين يعتقد أنها واجهات لتحويل الأموال إلى التنظيم.
وأشارت التحقيقات إلى أن وايت كان يخطط لاستخدام المغرب كمعبر للوصول إلى عناصر التنظيم في إفريقيا، وقد حاول إبعاد الشكوك عنه بشراء تذاكر ذهاب وإياب، مما جعل رحلته تبدو وكأنها رحلة سياحية. كما جلب معه معدات طبية قتالية استعدادًا لما وصفه بـ “المهمة الجهادية”.