24 ساعة-أسماء خيندوف
قررت محكمة الاستئناف في مدينة مونبلييه الفرنسية، يوم الخميس 9 يناير الجاري، إحالة قضية شاب فرنسي يدعى “و.ش” و الذي يبلغ من العمر 22 عاما إلى المحكمة الجنائية في إقليم هيرولت، على خلفية اتهامه بصدم طفل مغربي يبلغ من العمر 13 عاما يدعى أيمن، ما أدى إلى وفاته، وذلك عقب مباراة نصف نهائي كأس العالم بين فرنسا والمغرب التي أقيمت في 14 دجنبر 2022.
و أوضحت صحيفة “ميدي ليبر” الفرنسية، أن الحادث وقع في حي “لاباياد” الشعبي في 22 دجنبر 2022، حيث كان المتهم يحتفل بفوز فرنسا حامل العلم الفرنسي على سيارته. ووفقا لروايته، زعم أنه واجه مجموعة من المشجعين المغاربة الذين كانوا يعبرون عن استيائهم من نتيجة المباراة بحرق حاويات القمامة. وأضاف أنه شعر بالخوف أثناء محاولته المرور بسيارته بينهم، مما أدى إلى صدم الطفل أيمن بشكل قاتل وإصابة آخرين بجروح خطيرة.
و أشارت الصحيفة أن المحكمة رأت أن الحادثة لم تكن مجرد تصرف عفوي، إذ أكدت أن شريف قاد سيارته نحو الضحية عمدا دون نية مسبقة للقتل. و أظهرت التسجيلات الصوتية وأدلة أخرى أن مجموعة من المشجعين قاموا بإزالة العلم الفرنسي عن سيارته ووجهوا له عبارات عدائية، ما دفعه إلى الانعطاف بسرعة نحو مسارات الترامواي المكتظة بالمارة. ومع ذلك، استبعدت المحكمة الدفاع عن النفس، معتبرة أن السائق لم يكن يمكنه الادعاء بجدية أنه لم ير المجموعة التي قاد نحوها بسرعة.
كما أوردت تصريح محامي عائلة الضحية، مارك غاليكس، الذي وصف أقوال المتهم بأنها “متناقضة وغير صادقة”، مشيرا إلى أنه اختلق قصصا متعددة لتبرير فعلته، بما في ذلك ادعاؤه وجود شقيقه الصغير داخل السيارة أو تعرضه للرشق بالحجارة.
وتابع حديثه بالقول، أن عائلة أيمن تسعى لتحقيق العدالة بسرعة، رغم ألمها العميق الذي وصفته والدة الطفل بأنه “فقدان جزء من الروح”.
و من جهته، دافع محامي المتهم، جان باتيست موسيه، عن موكله بالقول إن الخيارات أمامه كانت محدودة بسبب التهديدات والمضايقات التي تعرض لها من المشجعين، معترفا بوجود نية العنف ولكن دون نية القتل.
و من المتوقع أن تعقد أولى جلسات المحاكمة أمام المحكمة الجنائية في هيرولت خلال الأيام المقبلة. وإذا ثبتت إدانة المتهم، فقد يواجه عقوبة تصل إلى 20 عامًا من السجن.
و قد أثارت القضية، اهتماما واسعا في فرنسا وخارجها، خاصة بين الجالية المغربية، التي تطالب بتحقيق العدالة وإنصاف الضحية وعائلته. كما أعادت تسليط الضوء على قضايا العنف المرتبطة بالتوترات الثقافية والاجتماعية في الأحياء الشعبية الفرنسية.